أكدت الشريعة الإسلامية على ضرورة حفظ اللسان باعتباره سبباً من أسباب دخول الجنة، ونيل رضوان الله تعالى، ففي الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (من يضمَنْ لي ما بين لَحيَيْه وما بين رِجلَيْه أضمنُ له الجنَّةَ) [صحيح البخاري]، وفي المقابل جعلت الشريعة الإسلامية آفات اللسان من غيبة ونميمة من أسباب ولوج النار، واستحقاق غضب الله ووعيده.
الكثير من المسلمين يستهينون بهذا الذنب ويستصغرونه في أعينهم، فتراهم لا يبالون بارتكاب هذا الذنب اعتقاداً منهم أنّه ذنبٌ صغير لا يُأبه له، بينما يعين استشعار عظم هذا الذنب في نفس المسلم على تجنّبه وتركه.
إن لم يشغل المسلم لسانه بالحقّ شغله بالباطل، فعلى المسلم ألا يتحدّث إلاّ طيباً، وأن يعرض عن اللغو، وما لا يفيد من القول حتى لا يقع في مستنقع الغيبة والنميمة.
الصديق الصالح يعين المسلم على اجتناب الغيبة عندما ينهاه عنها، ويذكّره بحرمتها، كما يعينه على اجتنابها عندما يشغله عنها بالكلام الطيب والحسن، وذكر الله تعالى، كما يمكن أن يقرآ معاً كتاباً مفيداً مثلاً.
الحرص على ما أُثر في السنّة النبويّة المطهرة من الأذكار يعين المسلم على اجتناب الغيبة، كما أنّ آيات القرآن الكريم تزوّد المسلم بزاد التقوى الذي يردعه عن الغيبة والنميمة.