كيف أجعل ربي يحبني

الكاتب: علا حسن -
كيف أجعل ربي يحبني.

كيف أجعل ربي يحبني.

 

محبة الله للعبد

يزيد إيمان العبد بربه عند معرفته بالأسباب التي توصله إلى محبته، وبذلك تُصبح هذه الأسباب وسيلة تدفعه للتقرب إلى خالقه -سبحانه وتعالى- حتى يحبّه، وكلّما ازدادت محبّة الله -تعالى- في قلب الإنسان زاد تأثير ذلك في سلوكه،وما أعظم محبّة الله للعبدّ؛ فهي من أسمى المطالب، وطوبى لمن نال هذه المحبّة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّهُ،  جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ في السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ويُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).

 

كيف أجعل ربي يحبني

كثيرةٌ هي الأعمال التي يتحصّل بها العبد على محبة الله له، ومن هذه الأعمال ما يأتي:

 

بعض مظاهر حب الله للصحابة

هناك العديد من مظاهر حب الله -عز وجل- للصحابة والسلف رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن هذه المظاهر ما يأتي:

  • قراءة القُرآن بتدبر: يكثر المسلم من قراءة القرآن الكريم، ويتعمق في فهم معانيها، ويستشعر خطاب الله -تعالى- للعبد فيه، فيقف عند حدوده، ويفعل ما أمر به، ويبتعد عن ما نُهي عنه، فإن فعل المُسلم ذلك زاده الله محبة للطاعة التي هي ثمرة محبة الله -تعالى-.
  • تقديم طاعة الله ومحبوباته على محبوبات النفس: تقديم أوامر الله على هوى النفس وشهواتها، أمر يزيد من محبة الله للعبد؛ فإنّ الإنسان إذا خُيّر بين أمرين وكان أحدهما يُحبه الله ولكنه ثقيل على النفس، والآخر لا يُحبه الله ولكن النفس ترغبه وتميل إليه، فيختار ما يُحبه الله ويُقدّمه؛ فبذلك يفوز بمحبة الله -تعالى- له.
  • السعي إلى تحبيب الناس في الله: يكون ذلك بالإكثار من الحديث عن الله -تعالى- ونعمه أمام الناس، وأنه رؤوف بهم ورحيم بحالهم، كما أنّ الكلام عن الله -تعالى- يدفع صاحبه إلى العمل الصالح؛ فيقول ويفعل، وقال أبو الدرداء: "إن أحبّ عباد الله إلى الله عز وجل الذين يحبون الله ويحببون الله إلى الناس".
  • التسابق إلى فعل الخيرات: يكون ذلك من خلال التنافس في فعل الطاعات، فالمُحب لله لا يُريد لأحد أن يُسبقه إلى الله -تعالى-، ويحزن عندما تكون أمامه فُرصة ولا يستطيع استغلالها لسبب ما.
    • رضا الله سبحانه على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين بايعوه وثبتوا على ذلك في بيعة الرضوان، قال تعالى: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا 
    • تبشير أهل بدر بالرضا منه سبحانه، فقد قال تعالى: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ
    •  وأنّ عصرهم هو خير العصور، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)
    •  
    • تبشير العديد من الصحابة بالجنّة؛ كأصحاب النبي العشرة المبشّرين بالجنة، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان، وبلال بن رباح، وفاطمة بنت النبي، وثابت بن قيس، وغيرهم رضي الله عنهم جميعا، يقول ابن تيمية رحمه الله: "ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة.. فقد أخبر عن كل واحد من العشرة أنه في الجنة"
    • ذكرهم في القرآن الكريم والثناء عليهم، وذكر صفتهم في التوراة والإنجيل قبل أن يأتي زمانهم، قال الله سبحانه: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا والمقصود بقوله تعالى "كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ": أي يصفهم الله -سبحانه- كزرعٍ أخرج نباتاً صغيراً من فروعه ومن ورق هذا الزرع النابت حول أصله، فقوّى الزرع ما نبت لحُسنِه، فغلظ وبلغ غاية قوّته وطوله، وثبت على أصوله، وهو معنى قوله سبحانه: "فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ"
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook