لا بدّ من سعي كلٍّ من الزوجين لبلوغ الرضا في حياتهم الزوجيّة، فإنّ الرضا يُوجد الطمأنينة والسكينة القلبيّة، ويجلب السعادة الحقيقة في الحياة، والرضا عن الشريك يُشعر المرء بحُسن اختياره له، فحينئذٍ تخلو الحياة من المشاكل الصعبة التي لا حلّ لها، والرضا يملأ قلب الزوجين سلامةً من الغلّ والأحقاد تجاه بعضهما البعض، وقد يأتي بإخلاص كلٍّ من الزوجين للآخر في البحث عن سعادته ورضاه، ويصل بالمرء إلى الإحساس بفضل الله تعالى عليه لتوفيقه إلى هذا الاختيار، فيكون ثمرة ذلك شكر الله تعالى وحمده على نعمه، ولا يتحقّق الرضا إلّا إذا سعى كلّ واحدٍ من الأزواج إلى تطوير نفسه وتفاعله مع شريكه راغباً في الوصول إلى هذه الغاية العظيمة]
تصِل المرأة إلى رضا الله تعالى في زوجها إذا أدّت جميع ما عليها من حقوقٍ تجاهه، فإنّها إن كانت كذلك دخلت في الحديث الشريف: (ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ: واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا حتَّى ترضى)،فالعؤود: هي التي تعود على زوجها بالنفع، ومن الحقوق التي يجب على المرأة تأديتها تجاه زوجها ما يأتي:
لا تزال المرأة الصالحة تبحث في حياتها عن رأي الشرع في سائر المواقف التي تمرّ بها، من ذلك التساؤل حول أيهما أقرب للصواب والأجر: طاعة الزوج أو طاعة الأمّ إذا كانا متناقضين متضاربين؛ والصواب أنّ المرأة يجب أن تحاول أن تُرضي جميع الأطراف في حياتها، أمّا إذا حصل تعارضٌ بين أمر الزوج والأمّ، كانت طاعة الزوج مقدّمةً على طاعة الأمّ، ما دامت الزوجة في ولاية زوجها، وإنّ كلّ الآيات والأحاديث التي تأمر بطاعة الوالدين تعنى بذلك ما دامت المرأة في ولاية والديها، فإن صارت تحت ولاية زوجها فإنّ طاعته مقدمةٌ على طاعة الوالدين، ولذلك فقد ذكر الإمام أحمد في زوجةٍ لها أمّ مريضةٌ فقال: (طاعة زَوجها أَوجَب عليها من أمِّها، إلَّا أن يَأذَن لها)، والشواهد التي توضّح أهميّة طاعة الزوج وفرض ذلك على الزوجة كثيرةٌ في الشرع.