إنّ الشّهرةَ كلمةٌ تدلّ على شخصٍ أو شيءٍ معروف عند النّاس بشكلٍ واسعٍ، والشّخصيّة المشهورة تتمتّع بعلاقاتٍ اجتماعيّةٍ كثيرةٍ في أي مكانٍ تذهب إليه، وحتّى يكون الشخص مشهوراً توجد عدّة أمورٍ لا بدّ من أن يُنفّذها، مثل مشاركة الأشخاص المحيطين به في أعمالهم، والحرص على التفاعل معهم في كلِّ الأحداث التي تحدث معهم؛ إذ إنّ الشّهرةَ لا تأتي من فراغ.

 

 

يهتمّ الكثير من الطلاب بأن يكونوا مشهورين في مدرستهم، ولكن حتّى ينجح كلّ طالب في تحقيق ذلك لا بدّ من أن يجعلَ شخصيته محبوبةً ومقبولةً بين النّاس، فالإنسان المحبوب هو الّذي يشجع النّاس على التّقرب إليه؛ لأنّه يحرص على الابتسامة في وجه كلّ من يقابله، ويكون مهتمّاً بكلّ من حوله ويجيد الاستماع لهم؛ لذلك حتّى ينجحَ الطالب في أن يكونَ مشهوراً بين زملائه في المدرسة عليه امتلاك المهارات الآتية:

 

 

يُعدّ لفت الانتباه من المهارات المهمّة التي يجب على الطالب امتلاكها حتّى يصبح مشهوراً؛ وتوجد طرقٌ مختلفةٌ للفت الانتباه، ومنها:

 

الإعلان عن النّفس: هو تميّز الطالب بالمهارات التي تجعله يملأ المساحة الخاصّة به في المدرسة، وتجعل هذه الطّريقة الطّلاب من حوله يرغبون في صحبته، ويستطيع الطالب أن يترك انطباعاً جيّداً عند الآخرين عند تجنّبهِ العبوس والمشي وحيداً في المدرسة؛ وذلك حتّى لا يعتقد الطلاب أن وجودهم إلى جانبِهِ أمرٌ صعبٌ للغاية؛ لذلك يجب على الطالب أن يكونَ مبتسماً وقادراً على الاندماجِ مع المُجتمع المحيط به، والاستمتاع بكلّ لحظةٍ يقضيها في المدرسة.

 

فعل شيء مميّز: وهو ظهور الطالب بأنه مختلف ومميّز عن غيره، ويساهم ذلك في تحديد طبيعة الشّهرة الّتي يريدها، فإذا كان قادراً على العزف على آلة موسيقيّة كالجيتار، فلا بأس بأن يكون ذلك الطّالب مشهوراً بحملِ جيتاره طول الوقت، ويمكن أن يكونَ ذلك الشّخص صاحب الابتسامة والضّحكة المميّزة الّتي يعرفها الجميع لخفّةِ ظلّه وابتهاجه، كما من الممكن أن يصبحَ مشهوراً بلباسه؛ من خلال التّميّز بشكلٍ مُعيّنٍ من الملابس، وقصّة شعرٍ مميّزةٍ على أن تكونَ ملابسه ومظهره العام غير مبتذلٍ.

 

الانضمام لإحدى الفرق الرياضيّة: هو من الوسائل الأخرى التي تجعل الطّالب مشهوراً في المدرسة، ولا يشمل الانضمام لفريق رياضي تحقيق الفوائد الصحيّة والبدنيّة فقط، وإنّما يُساعد الطّالب على بناءِ صداقات أكثر، وبذلك تزداد شهرته في المدرسة على مختلف أوساطها، وتُعدّ الرّياضة طريقة جيّدة تساعد على تعلّم مهارات الاتصال الجماعيّ، وكيفيّة التّعامل مع كافّة الشخصيّات، ولا يشترط أن يكون الطالب الأفضل في النّادي الرياضيّ أو الأفضل بين ممارسي الرّياضة، بل يجب أن يكونَ هدفه الرّئيسيّ هو القُدرة على توسيع معارفه والحصول على أصدقاء أكثر في دائرته الاجتماعيّة.

 

التّطوع في أندية النّشاطات المختلفة: إنّ المشاركةَ في مختلفِ النّشاطات المدرسيّة سواء العلميّة أو الأدبيّة من شأنها أن تعطي الطالب الباحث عن الشهرةِ فُرصاً أكبر في التّعرّف على طُلابٍ جُددٍ؛ حتّى إن كانت له اهتماماتٌ أخرى، مثل تعلّم اللغات والمناظرة، ومن المهم السّعي إلى قيادةِ هذه النّشاطات لامتلاك ميّزة خاصّة عند الطّلاب، وحتّى يكون معروفاً ومشهوراً أيضاً، وكلّما زادت معرفة الطّلاب الآخرين به كان قادراً على لفت انتباههم له أكثر، ويُعدّ الاستمتاع بالوقتِ مع مجموعةٍ فيها أفراد مختلفون هو المفتاح السّحري نحو تحقيق الشهرة.

 

 

يُعدّ بناء وتكوين صداقاتٍ كثيرةٍ من الوسائل التي تُساعد الطّالب على أن يُصبحَ مشهوراً، ويستطيع بناء الصّداقات من خلال التّمتّع بشخصيّةٍ محبوبةٍ واجتماعيّة في التعامل مع الآخرين، فيجب التّواصل باحترامٍ مع الآخرين وتقديم العون والخدمات دون انتظار مقابل منهم، وأخيراً يجب التّبسم لأيّ شخص يمرّ بجانبه في أيّ مكانٍ كان فيه.

 

إنّ الاهتمامَ الصّادق بالآخرين يدعم امتلاك الطّالب للشهرة؛ حتّى إن كان اهتماماً بسيطاً يَظهرُ من خلال الاستماع الجيّد لهم أثناء حديثهم، كذلك من خلال السّؤال عن آرائهم في موضوعاتٍ مختلفةٍ، مثل الاستفسار عن الفرقِ الرّياضيّة ورأيهم فيها، فهذه الأسئلة تجعلهم يشعرون بأن الطالبَ مهتمٌّ بهم.

 

لا تتحقق شهرة الطّالب إلا بتفاعله مع مختلف طلّاب المدرسة، وذلك يساعده على تعلّم أشياء مختلفة وجديدة منهم. ممّا يساعد على ذلك إتقان الطّالب للمحادثات القصيرة التي تُعزّز التّحدّث بسهولةٍ وأريحيّةٍ مع الآخرين، وهم بدورهم سيشعرون براحةٍ أثناء الحديث مع الطّالب وخصوصاً في المرحلة الأولى من التّعارف. كما أن القُدرةَ على رسمِ الإبتسامة على وجوه الطّلاب الآخرين له دورٌ مهمٌ في تكوين صداقات كثيرةٍ؛ ممّا يجعل الطّالب أكثر شهرةً في المدرسة، فمن الضروري استغلال اللحظات في إضحاك الآخرين أثناء التواصل معهم.

 

 

إنّ تحقيقَ النّسخة الأفضل من النّفس تُعدّ من الوسائل المهمّة التي تقود الطالب نحو الشهرة في المدرسة، ويمكن أن يُحقّقَ ذلك من خلال تطبيق الأمور الآتية:

 

الاهتمام بالمظهر الشّخصي: أن يكونَ الطّالب مشهوراً في المدرسة يتطلّبُ منه التّميّز بالمظهر الحسن، ولا يعني ذلك الاهتمام بالمظهرِ الخارجيّ فقط، بل المحافظة على النّظافة الشخصيّة أيضاً التي تضمن تجمّع الآخرين حوله بشكلٍ أكبر، ومن الضروري عدم تقليد الآخرين في مظهرهم أو أسلوب حياتهم فهذا الشيء لن يجعل الطالب مشهوراً.

 

الثّقة بالنّفس: حتّى يكون الطّالب مشهوراً لا بدّ له من الثّقة بنفسهِ، واستخدام لغة الجسد أثناء الحوار مع الآخرين، إضافةً إلى الابتعاد عن ذِكر عيوبه أمامهم بل يجب عليه أن يُركّزَ على صفاتِهِ الحسنة الجيّدة.

 

الظّهور بشخصيّة أصيلة ومتفرّدة: إن تفرّدَ الطّالب بشخصيّته فهذا يعني أن تكون له أفكارٌ ومظهرٌ خاصٌ به دون أن يكون غريب الأطوار.

 

التّفوق في شيء مُحدّد: حتّى يكون الطّالب النّسخة الأفضل من نفسه دون تقليد غيره، يجب عليه أن يتفوّقَ في شيءٍ مُحدّد، وهذا التّفوق سوف يساعده على بناءِ شخصيّته، ويجذب الآخرين له ويجعلهم يهتمّون بما يقوله ويفعله.

 

التّوقف عن القلق من آراء الآخرين: من الطّبيعي أن يهتمّ الطالب بنظرةِ الآخرين له، ولكن عليه ألّا يعطي هذه النّظرة أهميّة كبيرةً؛ إذ لا بُدّ له من التوقف عن القلق حول آراء الآخرين عنه؛ لأنّ هذا القلق سوف يؤثّر في تقبله لنفسه بطريقةٍ سلبيّةٍ.