يبقى الإنسان في حياته ضعيفاً يحتاج إلى عنايةٍ ورعايةٍ، تُعينه على تخطّي مصاعب الحياة وابتلاءاتها، ومن أفضل ما يعينه ويؤويه في أيّ مشاقٍ يواجهها، الافتقار لله سبحانه، وإظهار التذلّل والخضوع إليه، وإحياء معاني العبودية لله تعالى، وإنّ ما يُعين الإنسان ليدرك فضل العبودية لله وأثرها عليه، إدراك أمرين رئيسين؛ أولهما: عظمة الله سبحانه، وقدرته، وفضله، وحكمته المطلقة، فإنّ الإنسان إذا تعلّم أسماء الله الحسنى، وصفاته العُلا، فقد صفا قلبه إجلالاً وتعظيماً، وهيبةً لجبروت الله وقدرته، حيث قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِ فالإنسان مهما علم من قدرة الله تعالى، واستقرّت في نفسه معانيها، إلّا أنّه لا يستطيع تقدير الله حقّ قدره، كما أكّد ذلك الله تعالى.
إذا كان العبد من أهل الله، وممّن رضي عنهم، نال بذلك فلاح الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعض ثمرات رضا الله -تعالى- عن العبد