يُمثل صداع الرأس (بالإنجليزية: Headache) شعورًا بالألم أو عدم الراحة في منطقة الرأس أو أعلى الرقبة، ومن الجدير ذكره أنّ صداع الرأس قد يتفاوت في موقعه، وشدّته، وتكرار حدوثه،ويُمكن تصنيف صداع الرأس تبعًا للمُسبّب إلى نوعين؛ الأولي والثانوي، وفي الأولي لا يوجد سبب أو حالة مُعين توضّح حدوث الصداع، أمّا الصداع الثانوي فيُعزى حدوثه إلى اضطرابات أو مُسبّبات مُعينة.
في الحقيقة، تعتمد الخطّة العلاجية للصداع على العديد من العوامل؛ من بينها شدّة الصداع، وتكرار حدوثه، والأعراض المُصاحبة له، وبشكلٍ عامّ يتبع العلاج نهجين أساسيين؛ الأول مُتمثل بالسيطرة على الأعراض بشكلٍ سريع باستخدام أدوية مُعينة، والنهج الآخر يقوم في مبدأه على الحدّ من حدوث الصداع مُستقبلًا وذلك باستخدام أدوية أو علاجات مُعينة يتمّ استخدامها بانتظام.
في الحقيقة تتوفر العديد من العلاجات التي يُمكن استخدامها في سبيل السيطرة الفورية على الصداع عند شعور الشخص به، ومن الجدير ذكره أنّ العديد من الأدوية المُستخدمة لهذا الهدف تتوفر على شكل أقراص أو كبسولات، ويُمكن الاستعانة بالأنواع المتوافرة على هيئة بخاخات أنفية أو قد تُعطى عن طريق الحقن في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من الغثيان إلى جانب الصداع بما يحول دون قدرته على ابتلاع الأقراص أو الكبسولات.
في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من حدوث الصداع بشكلٍ غير مُتكرر، فهُنا يُنصح باستخدام مُسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، ومن الأمثلة عليها: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) الذي يُعتبر الخطّ العلاجي الأول المُتبع في علاج الصداع، وقد يُستخدم الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وتمتاز هذه العلاجات بكونها فعالة، وآمنة، ومُريحة، وقد يلجأ البعض لاستخدام مزيج مُسكّنات الألم التي تحتوي في تركيبتها على الكافيين (بالإنجليزيّة: Caffeine) للحصول على المزيد من التسكين، وللحصول على أفضل فعالية يُنصح باستخدام مُسكّنات الألم فور بدء الصداع،وقد يتمّ استخدام أنواع الادوية التي تحتوي في تركيبتها على مُسكّنات الألم مع المهدئات أو الكوديين (بالإنجليزية: Codeine)، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الأنواع تُعتبر فعّالة وآمنة إذا ما تمّ استخدامُها وفقًا للإرشادات، مع ضرورة إعلام الطبيب بالحالات المرضية الأخرى التي يُعاني منها الشخص فقد يُشكّل بعضُها مانعًا لاستخدام هذه الأدوية، كما أنّ بعض أنواعها قد لا تكون مُلائمة للأطفال، ويؤخذ بعين الاعتبار أيضًا تجنّب استخدام مُسكّنات الألم للوقاية من صداع الرأس، كما يفضل إبقاء خيار استخدامها للأيام التي يُعاني فيها الشخص من الصداع الشديد.
تُعدّ تفاعلات دواء الباراسيتامول مع الأدوية الأخرى قليلة ولكن يجدُر تجنّب أخذه مع الكحول أو أدوية النوم كأدوية الباربيتورات (بالإنجليزيّة: Barbiturates) والبنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، ومالم يُوصي الطبيب بذلك فيجدُر تجنّب استخدام الباراسيتامول في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من إدمان الكحول، أو أمراض الكبد؛ كالتهاب الكبد أو تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، كما يجدُر تجنّب إعطاء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال والمُراهقين، ففي حالاتٍ نادرة قد يتسبّب الأسبرين بالإصابة بحالة خطيرة تُعرف بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye syndrome)،ويُنصح أيضًا بتجنّب استخدام الأسبرين أو الأدوية من مجموعة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drug) في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من التهاب المعدة، أو القرحة، أو أمراض الكلى، أو اضطرابات النزيف.
تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام مُسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها يجب أن يتمّ وفقًا لضوابط مُعينة، من بينها تجنّب استخدامها لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع، إذ إنّ استخدامها بشكلٍ مُتكرر أكثر ممّا يوصي به الأطباء قد يؤدي إلى تطوّر حالة تُعرف بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound Headaches) الذي يُعرف أيضًا بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)؛ وتتمثل هذه الحالة باعتياد الجسم على المُسكّنات بحيث يُعاني الشخص من الصّداع في الأيام التي لا يتمّ فيها استخدام الأدوية المُسكّنة للألم، وفي حال تطوّر حالة الصداع الارتدادي أو الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية فيجدُر تقليل استخدام مُسكّنات الألم أو التوقف عن ذلك تمامًا، وفي الحالات الشديدة قد يستلزم الأمر إدخال الشخص إلى المستشفى ومكوثه عدّة أيام فيه من أجل السّيطرة على الأعراض التي تظهر عند التوقف عن استخدام دواء بشكل متكرر بفعالية وأمان، أو مايسمى الأعراض الانسحابية للدواء.
يلجأ الطبيب في بعض حالات علاج الصداع لوصف الأنواع التي تسلتزم وصفة طبية، والتي يُمكن استخدامها بشكلٍ يومي لتقليل شدّة الصداع وتكرار حدوثه، خاصة إذا اضطر المريض لاستخدام مُسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لعدد مرات يتجاوز المُوصى به، فهُنا يجدُر بالشخص استشارة الطبيبونذكر من أنواع الأدوية التي تستلزم وصفة طبية لصرفها والتي قد يصِفها الطبيب في حالات الصداع الشديد ما يأتي:
قد يُلجأ في بعض الحالات للعلاج بالأكسجين في سبيل السيطرة على أنواع مُعينة من الصداع؛ كالصّداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache)، وقد يُلجأ لتقنيات أخرى في سبيل علاج الصداع؛ كالبوتوكس الذي يتمّ حقنة في مناطق مُعينة بما يُساهم في منع عمليات عصبية مُحددةومن الجدير ذكره أنّ حقن البوتوكس لا تُساهم في الوقاية من الصداع، ولكنّها تلعب دورًا في تقليل شدّة الصداع النصفي وذلك عن طريق إضعاف العضلات التي تنشط عند نقل إشارات الصداع.
تهدف العلاجات الوقائية إلى السيطرة على الصداع النصفي والصداع التوتري مُتكرر الحدوث، أو في حال المُعاناة من كلا نوعيّ الصداع، إذ إنّ الخطّة الوقائية المُتبعة من شأنها العمل على تقليل شدّة الصداع وتكرار حدوثه، ومن الجدير ذكره أنّ معظم الأدوية التي تدخل في العلاجات الوقائية تستلزم وصفة طبية لصرفها ويُشار إلى أنّ الأدوية الوقائية تؤخذ بشكلٍ يومي، بغضّ النّظر عمّا إذا كان الشخص يُعاني من الصداع أم لا، وقد يكون لها بعض الآثار الجانبية، وتتضمّن الأدوية الوقائية ما يأتي:
كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الصداع الثانوي يكون ناتجًا عن الإصابة بحالة صحيةٍ مُعينة؛ مثل عدوى الجيوب الأنفية، أو إصابة الرأس، أو أورام الرأس، وقد يُعزى صداع الرأس في بعض الحالات إلى الإصابة بمشاكلٍ في العيون، أو الأذن، أو الرقبة، أو الأسنان، أو الجيوب، وعليه يُمكن القول بأنّ علاج صداع الرأس المُرتبط بحالةٍ مرضية مُعينة يستلزم إجراء التشخيص المُناسب وتحديد المُسبّب وعلاجه، إذ يتمّ علاج الصداع بعلاج المُسبب الرئيسي فعلى سبيل المثال؛ إذ ارتبط صداع الرأس بالإصابة بعدوى الجيوب الأنفية فيلجأ الطبيب لوصف المضادات الحيوية التي تُمكّن من السيطرة على العدوى وبالتالي تخفيف الأعراض بما في ذلك صداع الرأس، وقد تستلزم بعض حالات الجيوب الأنفية استخدام أنواع مُعينة من العلاجات؛ كالكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، ومزيلات احتقان الأنف (بالإنجليزية: Decongestants)، والتعريض للبخار، وفي الحالات التي لا يستجيب فيها التهاب الجيوب الأنفية للعلاجات السابقة فقد يستلزم الأمر إخضاع الشخص للجراحة.
يُمكّن اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات من أجل التخفيف من الصداع دون الحاجة لاستخدام الأدوية لدى بعض الأشخاص، ولا تُعتبر فعّالة في جميع الحالات، إذ قد تتفاوت فعاليتها من شخصٍ لآخر،وتتضمّن بصورةٍ أساسية الكشف عن المُحفزّات التي من شأنها زيادة احتمالية الشعور بالصداع، والعمل على تجنّبها، وقد تتضمّن المُحفزات: الحرمان من النوم، وعدم تناول وجبات الطعام بشكلٍ مُنتظم، أو تناول وشرب أنواع مُعينة من الأطعمة والمشروبات، أو التعرّض لبيئات مُعينة، أو الضغوط النفسيةوفيما يلي بيان لأبرز النصائح الأخرى الواجب اتباعها في سبيل تخفيف الصداع لدى الشخص:
تجدر مراجعة الطبيب عند المعاناة من الصداع في الحالات التالية:
كما يجدر طلب الرعاية الطبية الفورية عند المعاناة من الصداع الشديد أو الصداع المفاجئ أو الصداع المصحوب بالعديد من الأعراض، فقد يكون الفرد يعاني من مشكلة أكثر خطورة، ويمكن بيان هذه الأعراض فيما يأتي: