في حياتنا أشياء وأمور نقف عندها، ولا نستطيع أن نكمل حياتنا بدونها، فمثلاً لو افترضنا أننا نعيش في هذه الحياة بلا أي مشاعر اتجاه الأشخاص المحيطين بنا، لما استطعنا التلذذ بهذه الحياة مطلقاً، ولكنا كالذي يوقد النار ليشعر بالدفء ثم يجلس بعيداً عنها، فأكثر الأشياء التي تؤلم حياتنا حقاً هي الشعور بأنّ الحياة خالية ممن نحب، وأن المشاعر التي نكنّها لأشخاص من حولنا غير كافية لأن تعطينا الشعور بالأمان.
ولكي نرضي الأم يجب علينا أن ننظر إلى الأشياء التي قدمتها لأبنائها، ونقدّم ولو جزءً بسيطاً من حجم التضحيات التي قدمتها لنا ومن أهم المظاهر التي تساعد في إرضاء الأم.
فكلام الأم من المفترض أن يكون منزلاً بالنسبة للأبناء، فلو أردت أن تكتسب رضا الأم فما عليك إلّا أنّ تستمع لكلامها، وتحاول أن ترضيها بكل الطرق الممكنة، والتي تؤدي إلى إسعادها.
فالأم تحب دوماً أن يأتي الأبناء ويجلسون بجانبها يتجاذبون معها أطراف الحديث التي من المفترض أن يكون عنها، وأن تحاول قدر المستطاع أن تعطيها أهمية في حياتك، وأن تكون هي الأولى وما تبقى من نساء الأرض في المقام الثاني بعدها بشكلٍ عامٍ.
ولأنها الأم التي ولدت والجنة تحت أقدامها كان لا بدّ لنا من التطرق لكافة الأمور التي تعمل على إبهاجها وإسعادها وإدخال السعادة في قلبها، فهي الأم القلب الحنون الذي يخاف ويرجف إن أصابنا مكروه وتبقى ساهرة طوال الليل في حال شعر أحد الأبناء بالتعب أو المرض أو خلافه، فلا يمكننا أن ننسى التضحيات التي قدمتها الأم في حياتها، فهي كرست عمرها من أجل اسعادنا، وعملت على توفير كل المستلزمات التي نحتاجها، فمنذ أن كنا في اللفة والأم تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل توفير كل ما يحتاجه الطفل، وبعد أن كبرنا، وكبرت مشاكلنا أرادت أن يكون أبنائها أفضل من غيرهم، فالتربية وحدها أذاقتها الأمرين، وأتعبتها حقاً، فالأم مدرسة كبيرة من المعاناة والمشاعر الحقيقية الجياشة، التي تربينا بها ووجدنا أنفسنا رجالاً ونساء لا نستطيع القيام بأي أمر بدون استشارة الأم التي دائماً ما تقدم لنا النصيحة مهما بلغ بنا العمر.
ورغم كل المعاناة والتضحية التي قدمتها الأم في حياتها، والمشاعر الفياضة التي أرهقت قلبها، إلّا أنّ النظرة الدونية لها من قبل بعض الرجال جعلت المرأة تشعر أن تعبها كله ذهب هباء، فلو أردت أن تنظر لأحد الرجال المناهضين للمرأة لوجدته يجلس في حلقات العلم يشرح أهمية ألّا تكون للمرأة أي أهمية في المجتمع، وأنّه يجب أن يكون الرجل على رأس كل المناصب العليا، وينسى أن من أوصله لهذه المرحلة لم يكن رجلاً مثله، وإنّما كانت أماً، وروحاً وحناناً.