كيف بدأ مرض الإيدز

الكاتب: جانيت غنوم -
كيف بدأ مرض الإيدز

كيف بدأ مرض الإيدز

مرض الإيدز

يُعدّ مصطلح الإيدز (بالإنجليزية: AIDS) اختصاراً للمتلازمة المعروفة علمياً بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immune deficiency syndrome)، والتي تُعرّف على أنّها مجموعة من الأمراض والعدوى الخطيرة التي قد يتعرّض لها المصاب بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) واختصاراً HIV، وذلك نتيجة تدميره جهاز المناعة في جسم الإنسان؛ إذ يُهاجم هذا الفيروس جهاز المناعة وتحديداً خلايا المناعة التائية (بالإنجليزية: T cells) ونوع فرعي منها يُسمّى خلايا CD4، ممّا يُضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى وبعض أنواع الأورام. وفي الحقيقة يُعتبر الإيدز المرحلة الأخيرة من عدوى فيروس HIV، وقد يحتاج المريض إلى مدة تتراوح ما بين سنتين إلى 15 سنة حتى يدخل هذه المرحلة. وتُعدّ الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري من القضايا الصحية العالمية الكبرى، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ هناك أكثر من 35 مليون شخص مصاب بهذا الفيروس في أرجاء العالم، كما أنّ هذا الفيروس قد تسبّب بوفاة ما يقارب 940 ألف شخص في عام 2017. وتُعدّ القارة الإفريقية أكثر المناطق المتأثرة بهذا المرض، إذ بلغ عدد المصابين فيها ما يُقارب 25 مليون شخص في عام 2017.

 

بداية مرض الإيدز

يعتقد العلماء أنّ فيروس العوز المناعي البشري بدأ بالظهور من أحد أنواع قردة الشمبانزي التي تعيش في غرب إفريقيا، وتمّت تسمية الفيروس الذي يُصيب هذه القرود بفيروس العوز المناعيّ القردي (بالإنجليزية: simian immunodeficiency virus). وعلى الأغلب انتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عندما كان الصيّادون يذبحون القردة من أجل لحومها وأصبحوا مُعرّضين بشكل مباشر لدمها المُلوّث، ثمّ تحول هذا الفيروس إلى النوع البشري عبر طفرة ما. وتمّ اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس HIV عام 1959 عندما تمّ الكشف عن الفيروس في عينة دم لشخص من جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلا أنّ طريقة التقاطه للفيروس غير معروفة. ومع مرور الوقت، انتشر فيروس العوز المناعي البشري في إفريقيا ومن ثمّ إلى باقي أنحاء العالم.

 

أعراض ومراحل فيروس العوز المناعي البشري

تختلف أعراض الإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ باختلاف المرحلة التي وصل اليها المرض، ويمكن إجمال مراحل الإصابة بهذا الفيروس والأعراض المصاحبة لكل مرحلة فيما يأتي:

  • المرحلة الابتدائية: وتُسمّى أيضاً عدوى فيروس HIV الحادة (بالإنجليزية: Acute HIV)، وتبدأ هذه المرحلة بعد مرور شهر أو شهرين على الإصابة بالفيروس. ويعاني معظم المرضى في هذه المرحلة من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، وعادة ما تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع، وتكون كميات الفيروس في دم المريض عالية جداً، لذلك يكون المرض في هذه المرحلة مُعدياً بشكل أكبر من المرحلة اللاحقة. أمّا أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين في هذه المرحلة فبيانها على النحو الآتي:
    • الحمّى.
    • الشعور بألم في المفاصل والعضلات.
    • الصداع.
    • ظهور تقرحات مؤلمة في الفم، إضافة إلى الشعور بألم في الحلق.
    • انتفاخ الغدد اللمفاوية في الجسم، خصوصاً تلك الموجودة في الرقبة.
    • ظهور طفح جلدي.
  • المرحلة الكامنة: (بالإنجليزية: Clinical latent infection)، وتُعرف هذه المرحلة بهذا الاسم لعدم ظهور أيّ أعراض أو علامات مميزة فيها، وغالباً ما تقتصر الأعراض على استمرار انتفاخ العقد الليمفاوية، وعلى الرغم من هذا فإنّ الفيروس يبقى في جسم الإنسان محافظاً على نشاطه في تدمير جهاز المناعة وأعضاء الجسم بشكل بطيء لمدة زمنية طويلة قد تصل إلى عشر سنوات، وقد تستمر إلى عقود قبل تطور المرض إلى المرحلة الأكثر تقدماً عند تلقي المصاب العلاج الملائم.
  • المرحلة النهائية من العدوى: (بالإنجليزية: Late-stage HIV infection) وهي المرحلة التي تعرف بمرض الإيدز، ويصل إليها المريض عند تدمير جهازه المناعي بشدة، فيصبح مُعرّضاً بشكل كبير للإصابة بالعدوى والأورام الانتهازية التي لا يُصاب بها الأشخاص ذوي المناعة الجيدة. أمّا أبرز الاعراض والعلامات المصاحبة لمرحلة الإيدز فيمكن بيانها على النحو الآتي:
    • الإصابة بالحمّى بشكل متكرر.
    • كثرة التعرق ليلاً.
    • الإسهال.
    • فقدان الوزن دون وجود سبب معروف.
    • الشعور بالتعب والإرهاق غير المُبرّر بشكل مستمرّ.
    • استمرار ظهور بقع بيضاء اللون أو تقرحات في الفم وخاصة على اللسان.
    • ظهور طفح جلدي أو نتوءات صغيرة على الجلد.

 

طرق انتقال فيروس العوز المناعي البشري

ينتقل فيروس العوز المناعي البشري بدخول بعض سوائل جسم المصاب إلى الشخص السليم، مثل الدم، والإفرازات المهبلية، والسائل المنوي، وفي الحقيقة تزداد فرصة الإصابة بهذا الفيروس عند المعاناة من الأمراض المنقولة جنسياً نظراً للتقرحات التي تُسبّبها على الأعضاء التناسلية، إذ تُشكّل مدخلاً للفيروس، ويمكن بيان أهم الطرق التي ينتقل فيها الفيروس المُسبّب للإيدز فيما يأتي:

  • ممارسة الجنس: إذ ينتقل الفيروس من المريض إلى الشريك عبر مختلف إفرازات الجسم، بسبب وجود تقرحات في الفم، أو شقوق في المهبل أو المستقيم، كما وينتشر مرض الإيدز بشكل كبير عند الشواذ جنسياً.
  • عمليات نقل الدم: (بالإنجليزية: Blood transfusions)، وذلك عند نقل دم ملوّث بفيروس العوز المناعي البشري، وقد أصبحت فرص الإصابة بهذه الطريقة ضئيلة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بعد اتخاذهم الإجراءات اللازمة لفحص عينات الدم قبل نقلها إلى الشخص المعنيّ.
  • مشاركة الحقن: إذ إنّ مشاركة الإبر مع الآخرين تزيد من فرصة التعرض لعدوى فيروس العوز المناعي البشريّ.
  • انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين: وقد يحدث ذلك إما أثناء الحمل، وإمّا خلال الولادة، أو حتى الرضاعة.
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook