كيف تبلغ قمة النجاح بإضفاء المرح بين موظفيك؟

الكاتب: رامي -
كيف تبلغ قمة النجاح بإضفاء المرح بين موظفيك؟
"

كيف تبلغ قمة النجاح بإضفاء المرح بين موظفيك؟

عندما كنت رئيسًا لمركز التدرب الإلكتروني، كنا- ذات يوم- في اجتماع، شاركنا فيه زميلٌ من قسم آخر كضيف لنستشيره في أمور تتعلق بالاجتماع؛ حيث كان الجو لطيفًا يناسب طبيعتي المحبة للمرح والبسمة، فكنا أثناء الاجتماع، كلما سنحت لنا فرصة الضحك والابتسام فعلنا؛ ما ساعدنا على إنجاز كثير من الأعمال.

بعد انتهاء الاجتماع قال لي ذلك الضيف: أنصحك بأن تحافظ على هيبة مثل هذه الاجتماعات، فما كان ينبغي أن يتخلل الاجتماع ما تخلله؛ فذلك يكون خارج العمل وليس في العمل!

بالطبع، أرى عكس ما يقول، فما دام هناك مجال لإنجاز الأعمال بشيء من المرح والسعادة والبسمة؛ فذلك أبلغ في إجادة العمل، فكلما كانت أجواء العمل مريحة ومرحة ومترابطة، كان الإنجاز أفضل وأجود.

الوصول إلى السعادة

بعد هذا الاجتماع بسنوات، وقعت على كتاب رائع بعنوان &ldquoالوصول إلى السعادة&rdquo لمؤلفه توني تشاي؛ المدير التنفيذي لشركة Zappos للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت؛ إذ ذكر في الكتاب قصةً له مع مديره الذي كان فرنسيًا ذا شعر فضي وصوت أجش، قال توني: &ldquoكان المدير يحب تناول الشاي، وكانت له عادة، تتمثل في وضع كوب ماء بالميكروويف الموجود بجانب مكتبي، ثم يعود أدراجه إلى مكتبه؛ لأنه لا يحب الانتظار بجانب الميكروويف ثلاث أو أربع دقائق حتى يغلي الماء، ثم يعود بعد ذلك لاستكمال عمل كوب الشاي الخاص به&rdquo.

ويستطرد:&rdquo وذات مرة أطفأت الميكروويف بعد عودته لمكتبه، عقب وضع الماء بداخله، وعندما عاد بعد دقائق، لاحظ أن الماء لا يزال باردًا، فاعتقد أنه نسي تشغيل الميكروويف، فضبطه على ثلاث دقائق أخرى ورحل. وعندما ابتعد عن الميكروويف، أطفأته ثانيةً، وعندما عاد لاحظ برودة الماء، فاعتقد أن الميكرويف معطل، حينها منعت نفسي من الضحك بصوت مرتفع، فقرر تسخين الماء للمرة الثالثة، بعد ضبط الجهاز على خمس دقائق، ثم ابتعد وهو يشعر بقليل من الحيرة والإحباط&rdquo.

جو الدعابة

ويضيف:&rdquo وعندما عاد، فتح الميكرويف وصرخ قائلًا: &ldquoما هذا؟!&rdquo ثم ضحك بصوت مرتفع، وهو ينظر في أرجاء المكتب، فلاحظ شعورًا بالذنب على وجوهنا جميعًا؛ كوننا مشتركين في هذه الدعابة، ثم أخرج كوب الشاي الخاص به، فإذا به مليء بمكعبات الثلج، فأخذ الجميع يضحكون بشكل هستيري. لا أعتقد أن أيًا منا قد ضحك بهذا الشكل منذ فترة طويلة، فكم كان عظيمًا رؤية ما يفعله قليل من المرح لتحسين الحالة المزاجية للمجتمعين؛ ما زاد من إنتاجهم في ذلك اليوم، كما زادت سعادتي؛ لعدم فصلي من العمل&rdquo.

مليار دولار مبيعات سنوية

في عام 1999- وعندما كان في الرابعة والعشرين من عمره- باع توني تشادي، موقع الإعلانات المبتكر LinkExchange الذي كان أحد مؤسسيه، لشركة مايكروسوفت مقابل 265 مليون دولار، عمل بعدها مستشارًا ومستثمرًا بمؤسسة Zappos للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، ثم تدرج في المناصب؛ حتى أصبح المدير التنفيذي؛ فكان لهذا أبلغ الأثر على تطوير عمل الشركة ونموها؛ حتى حققت مبيعات سنوية زادت عن مليار دولار، أدرجتها ضمن قائمة مجلة فورتشن لـ &rdquo أفضل الشركات التي يمكن العمل لديها&rdquo.

ومع بلوغ شركة Zappos قمة الهرم في القوة والمكانة، كان توني تشادي يقول لنفسه: &ldquoما أروع ذلك!&rdquo، كانت الغرفة مكدسة بالناس، وكنت واقفًا على المنصة في اجتماعنا العام، ناظرًا إلى حشد يضم سبعمائة موظف بالشركة، كانوا يهتفون ويصفقون، وكان كثيرٌ منهم يبكون من السعادة؛ إذ أعلنا منذ ثمان وأربعين ساعة، للعالم أن شركة أمازون استحوذت على شركتنا. بالنسبة لبقية العالم، كان الأمر يتعلق بالمال فحسب؛ إذ كانت تصريحاتي الصحف: &ldquoأمازون تشتري Zappos بنحو مليار دولار، في أكبر عملية شراء في تاريخ أمازون، وأن ما ربحه كل شخص من بيع Zappos.. إلخ..&rdquo

السعادة للجميع

ويضيف:&rdquo بالنسبة لموظفينا، لم يكن الأمر يتعلق بالمال فقط، بل في نجاحنا معًا في بناء شركة، جمعت ما بين الأرباح والحماس والهدف، بناء نمط للحياة يحقق السعادة للجميع. أدركت كيف أن أسلوب العمل الذي طورناه، والذي كان يعتمد على ثقافة الشركة التي كان من بين أهم عناصرها إشاعة جو من السعادة والبهجة والمتعة في نفوس العاملين، وكيف كان هذا من أهم عوامل نجاحنا، فعندما يضحك الناس مع بعضهم، تتكون أفكار جيدة وقيِّمة، بها نصنع الحياة، ونرتقي في سلم الناجحين&rdquo.

"
شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook