إليك هذا الأمر الغريب ، انظر إلى أي كتاب عام حول الحياة الصحية و عادة ما ستجد قسماً مخصصاً للحديث عن التوتر و الضغوط و الحاجة إلى التحكم و التخطيط و تنظيم وقتك بصورة افضل لتجنب الضغوط البدنية و النفسية ، و لكنك إذا ما لقيت نظرة سريعة على أكبر كتب إدارة الوقت فخمن ماذا ستجد – بالكاد ستجد أي شيئ يتحدث عن الصحة.
إنني لا أعيش حياة صحية بالمعني المثالي و لست خبيراً في عمليات التدريب البدني، و لكن دوري هنا يتمثل في تبسيط الأمر نظراً لأنني أرغب في مساعدتك على التوصيل بين النقاط لتحقيق ترابط نفسي بين الصحة و إدارة الوقت.
و السبب بسيط للغاية، إذا لم تتحكم في الوقت الآن وصولاً بصحتك إلى أفضل حالة ممكنة، فربما تجد نفسك و ليس هناك خيار أمامك سوى العيش في مرض و مشكلات صحية.
قطعا ليس هناك من يتمتع بحصانة أو مناعة ضد المرض، و لكن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيم بها فيما يتعلق بتخطيط وقتك للحد من المشكلات الصحية إلى أدنى درجة ممكنة.
يتخذ الناس عذرين رئيسيين لعدم ممارستهم للتمرينات الرياضية بانتظام الأول هو “ أنا لا أملك الوقت “ ، و الثاني : “ أنا لا استمتع بممارستها “ .
بالنسبة للعذر الأول ، عليك أن تتذكر أن هؤلاء الذين يمارسون التمارين الرياضية لا يزال لديهم نفس عدد الساعات المتاحة في اليوم لغيرهم من الكسالى، و الحقيقة هي أنك فائق الإنشغال، و لكن كونك مديراً تنفيذياً مهما لا يعني امتلاكك لوقت أقل، بعض أكبر زعماء العالم في السياسة و التجارة و الأعمال يفهمون فوائد الحفاظ على صحة المرء و يخصصون وقتا لذلك، و ذلك لأنهم يعلمون أنها تعزز قدرتهم على إنجاز مهامهم.
و الأمر في النهاية يتعلق بتحديد الأولويات و التخطيط يقتضي الأسلوب الناجح لمدير الوقت أن تجعل نفسك أولا في عملية التخطيط، و مع وضع هذه الفلسفة في الاعتبار، سيكون أول سؤال تخطيطي يفرض نفسه هنا هو : “ كيف و متى يمكنني تخصيص وقت التدريبات ؟ “ .
غالباً ما يخطط الناس لإلتزاماتهم المهنية أولاً ليجدوا في نهاية الأمر أنه ليس هناك ما تبقي من الوقت من أجل أنفسهم . أما بالنسبة لهؤلاء الذين يتخذون “ عدم استمتاعهم بالتمرينات “ عذراً ، فالإجابة سهلة اعثر علي شيئ تحبه ، إذا لم تكن صالة الألعاب الرياضية هي المكان المناسب لك ، فقم بتمشية كلب ، مارس السباحة ، مارس تمرينات ضغط صباحية ، مارس الجولف ، قم بشراء دراجة ، إذا لم تجد أن هناك ما يثير حماسك ، عليك إجبار نفسك على ترك سيادتك بعيداً عن مكتبك و اجتماعاتك بمسافة ميل و قم بالتمشية ، أو اختر استعمال درجات السلم و ليس المصعد .
ها قد حان وقت الأعتراف مرة أخرى ، إنني لا أدري شيئا عن مجال التغذية ، و لكن ما أعرفه هو أن هؤلاء الذين يكثرون من تناول الأطعمة السريعة غير الصحيحة طوال الوقت و لا يمضون الوقت في التفكير و التخطيط لما يأكلون أكثر عرضة للمشاكل الصحية من هؤلاء الذين يقومون بالتخطيط لعناصرهم الغذائية ، إذا أردت أن تكون مديراً للوقت يتمتع بموفور الصحة ، فخصص وقتا لتناول الطعام الصحي .
هناك العديد من الدراسات و التقارير المتاحة حول مقدار ما يحتاج إليه الإنسان من نوم ، لقد حددوا متوسطات مختلفة من أجل مجموعات المراحل العمرية المختلفة و أنماط البشر ، و إنك تعرف قطعاً بديهتك مقدار ما تحتاج إليه من وقت لتؤدي و تعمل بأكبر فاعلية ممكنة لديك ، مع وضع ذلك في الاعتبار ، اجعل النوم جزءاً من عملية تخطيطك للوقت .
لقد عدت لتوي من زيارتي الثنية لطبيب العظام ، و قد خططنا لزيارة ثالثة في الأسبوع القادم، تستغرق كل جلسة من هذه الجلسات العلاجية ساعتين تقريباً خارج جدولي ، إنني أعاني من ألم مستمر في الرقبة و الظهر بسبب جلوسي لساعات طويلة في أوضاع خاطئة في الكتابة ، أو في الندوات . و أنا الآن أعلم بعد أن استغرق مني هذا الإدراك وقتا طويلاً ، أن مكتبي مرتفع بدرجة مبالغ فيها و أن مقعد مكتبي لا فائدة منه ، و بعيداً عن عدم الشعور بالارتياح و الألم و الضرر الذي عانيت منه على المدى البعيد ، فإنني أفقد حقا وقتي المثمر بسبب عدم أمتلاكي للأدوات الصحيحة أو المناسبة لاداء مهمتي بأسرع و أسهل طريقة ممكنة.
لقد أصبحت الآن متبعاً لما أنصح الآخرين به و أستغرق الوقت الآن لمناقشة علية شراء مقعد جيد و الذي يتناسب هندسيا مع شخص يعاني من مشاكلي الصحية، و كذلك فإنني أرتب للقيم بمكالمة للتعرف على موقعي و وضعي العملي و ترتيب أموري، و قطعاً سوف يستغرق ذلك كله وقتا و قدراً من المال ، و لكنه أفضل من التوقف دون حراك لفترة زمنية طويلة.
أصبح ملحاً ، و كلما أسرعت في تخصيص الوقت للتعامل مع هذا الأمر، قل مقدار الوقت الذي قد تحتاج إليه عن العمل و على اسوأ الظروف فإن تخصيص الوقت للقيام بالفحص الدوري، قد يكون السبب في انقاذ حياتك بشكل فعلي.