يعيش الفرد المسلم أحيانًا بين الهموم والمشاكل، إما بسبب ظروف يمرُّ بها، أو بسبب ضيق الحياة الذي وصلت إليه الأمَّة الإسلامية، أو بسبب تقصيره بشيء يجعله دائمًا يشعُرُ بهذه الكآبة، ومع ذلك هناك العديد مِن النقاط المحدَّدات التي تزيل عن المؤمن هذه الهمومَ، وتساعده على تركها، ومنها:
1- ذِكر الله عز وجل؛ ففيه شفاءٌ للصدور، وإنارة للقلوب، وطردٌ للهموم؛ قال تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? [الرعد: 28].
كما أن قراءةَ القرآن - خاصة مع بعض الشباب - تساعدُك للاندماج معهم، ونسيان همومك، كما تبعث في قلبك السكينة والوقَار؛ فعن أبي هريرة وأبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنهما أنهما شهِدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يقعُدُ قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفَّتْهم الملائكة، وغشِيَتْهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكَرهم الله فيمَنْ عنده)[1].
3- الصبر على ضِيق الحياة؛ فالصبرُ يُبعد الإنسان عن الهموم، ويربي النفس على التحمُّل؛ قال تعالى: ? وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ? [النحل: 127].
4- المحافظة على الصلاة؛ فهي تُقرِّب العبدَ من الله عز وجل، فإذا كان العبد قريبًا من الله عز وجل، فأي قُرب أجمل من هذا القرب؟ وأي صلة أفضل من هذه الصلة؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((أقرب ما يكون العبدُ مِن ربه وهو ساجد ..))[2]، كما أن الصلاةَ أولُ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أولَ ما يحاسَب عليه العبد يوم القيامة من عمله: صلاته، فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسَدت فقد خاب وخسِر))[3].
وعن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلتُ الجنة فسمعت فيها قراءةً، قلت: مَن هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلكم البِرُّ، كذلكم البِرُّ))، وكان أبَرَّ الناس بأمِّه[4].
6- ابتعِدْ عن وَساوس الشيطان؛ فالتفكير الزائد منغِّصات الحياة، والوساوس الشيطانية التي يحاول إبليسُ غَرْسَها للعبد المسلم باستمرار تَزيد مِن همِّك، لكنك تستطيع أن تبتعد عن ذلك، فلا تفكِّر إلا فيما هو خير، ولا تقُلْ إلا ما فيه خير؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: مَن خلَق كذا؟ مَن خلَق كذا؟ حتى يقول: مَن خلَق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعِذْ باللهِ ولَيَنْتَهِ))[5].
بهذه الأمورِ، وأمور أخرى، بإذن الله ستعيش بلا همومٍ، وستسكُنُ قلبَك السعادةُ والاطمئنان.
[1] رواه مسلم،رقم الحديث ( 2700).
[2] رواه مسلم في صحيحه، رقم 482، باب ما يقال في السجود، 1 / 350.
[3] رواه الترمذي، الحديث رقم (413)، 2 / 269.
[4] رواه ابن وهب في الجامع، وأحمد في المسند - باقي مسند الأنصار برقم 22951، والبغوي في شرح السنة 3/ 420، ط. المكتب الإسلامي، وابن النجار في ذيل التاريخ (10/ 134/ 2)، من طريق عبدالرزاق.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.