يوجد حوالي 300 مرض مشترك ينتقل بين الإنسان و الحيوان و من أخطر تلك الأمراض السل البقري.
و للدرن مسميات عديدة مثل: السل( الاستهلاك)؛ لأنه يستهلك الناس من الداخل و من ثم يؤدي إلى هزال طويل و سعال دامي و قد سمي أيضاً بالطاعون الأبيض؛ لأن المصابين به يعانون من الشحوب كان الدرن مرضاً لا شفاء منه ثم ظهرت في الخمسينيات مضادات حيوية فعالة و من ثم انخفضت إعداد حالات الدرن بنسبة 75 % و تنبأ مسئولو الصحة العامة بأن الدرن – بصفة عامة – سوف يستأصل بحلول عام 2010 م إلا أن الإصابة به ارتفعت من جديد في عام 1985 م نتيجة انتشار الدرن بين مرضى الإيدز و الذين يمكنهم نقله بسهولة للآخرين؛ حتى من يتمتعون بجهاز مناعة سليم.
و قد وجد أن نسبته في البشر 6, 13 % على مستوى العالم و يستمر علاج الشخص المصاب به لفترة طويلة قد تصل إلى عام كامل و يحدث انخفاض لإنتاجية المريض بنسبة 20 – 60 % و لقد ثبت أن ما يقرب من 90 % من الأطفال المصابين بمرض السل غير الرئوي ( سل الغدد و الأمعاء و المفاصل و العظام) يعانون من السل البقري لتناولهم الألبان غير المعاملة بالحرارة أو منتجاتها و هو مرض مزمن يصيب الحيوانات مسبباً خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة انخفاض إنتاجية الحيوان المصاب بنسبة 25 % و حدوث أزمات في المنتجات الحيوانية.
في عام 1937 م ثبت أن استنشاق عصيات السل من النوع البقري يمكن أن يؤدي إلى حدوث سل رئوي في الإنسان تماماً و بنفس التواتر الذي يحدثه استنشاق عصيات التدرن من النوع الآدمي و قد أوضحت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بدورياتها الصادرة في أكتوبر عام 2005 م: أن جميع دول العالم ما زالت تعاني من وجود مرض السل البقري. ما عدا عدداً قليلاً من الدول التي تعتبر خالية من المرض، و هي: استراليا، و الدانمرك، و السويد، و النرويج، و فنلندا.
أثبت العلماء أن البكتريا Mycobacterium bovis المسببة للسل البقري تأثر بالحرارة و لا تتأثر بالجفاف؛ حيث تظل حية و معدية للإنسان و الأبقار لمدة 2 – 4 سنوات في جثث الحيوانات المدفونة في تربة رطبة و في التربة التي تحتوي على البول و السماد و المواد العضوية لعدة شهور و في الروث لمدة 200 يوم و في البصاق لمدة شهور و في الغبار لمدة 7 أيام كما يظل ميكروب السل حياً في الجبن الأبيض كامل الدسم لمدة عام و في الزبد المملح المحفوظ في الثلاجة لمدة 151 يوماً، و في الماء الجاري عاماً كاملاً.
البقر المصاب هو المصدر الرئيسي للعدوى؛ لأنه يفرز الميكروب في البيئة المحيطة به أي؛ في الهواء في حالة الإصابة بالسل الرئوي و في الحليب في حالة إصابة الضرع. و في الفضلاتف ي حالة إصابة الجهاز الهضمي و في البول في حالة إصابة الجهاز التناسلي.
يعد البصق على الأرض ظاهرة غير حضارية و مقززة و ينتقل من خلالها كثير من الأمراض و منها: السل، و الأنفلونزا و العديد من الأمراض التنفسية؛ فإذا بصق المريض على الأرض و جف البصاق فإن الأتربة المتطايرة نتيجة الكنس أو تيارات الهواء تحمل الميكروب و يستنشقها الشخص السليم.
و قد حثنا ديننا الإسلامي على الطهارة و نظافة البيئة و السلوك و الأخلاق الحميدة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( البصق على الأرض خطيئة و كفارتها ردمها) ( البخاري: صحيح): فالإسلام غطى جميع أوجه الطب الوقائي ـ ـ ـ و صحة الأديان من صحة الأديان و البيئة.
العربية
