كيف تجدد نشاط حياتك

الكاتب: نور الياس -
كيف تجدد نشاط حياتك

كيف تجدد نشاط حياتك.

 

 

إعادة شحن بطاريات الحياة

 

‏إذا ما كانت الروح تعاني،  فإنها تفقد بهجة الحياة.  إذا اتخذ الخوف بداخلك ´´ مسكنه ´´،  فلسوف يؤثر على كل نواحي حياتك.  إننا نتخلى بكل سهولة عن استقلالنا إلى طاقة الأفكار الخطرة،  وبهذه الطريقة نغذى ونسمن مخاوفنا.  ألا يتناقض هذا مع طريقتنا العلمية في التفكير ؟

‏لا تصدق ما يحاول إقناعك به الأطباء التقليديون بأن سبب مرضك يقتصر وحسب على تعرضك له،  أو لفيروس،  إلى آخره.  ما هذا إلا الأساس المادي للمرض ؛ فهذا يستهين بعقليتك البارعة ؛ إن مخاوفك وأفكارك السلبية تستهلك طاقة البطاريات الخاصة بك،  مما يجعلك عرضة لجميع أنواع العدوى.  يعرف عن الفلاسفة الهندوس ممن يعيشون على ضفة نهر الجانح أو في مجتمعات القرى الهندية تحت أسوأ الظروف الاجتماعية - يعرف عنهم تحليهم بمناعة ضد أقسى الظروف الصحية ؛ مما يرجع لحالة من الاستقرار والثبات الروحي.  فوفقاً لفلسفتهم الكلية،  ما من شيء يمكنه أن يحمل الأذى ما لم يكن قضاء وقدراً محتوماً.  

‏عندما يتصل الأمر بالعالم الداخلي،  فلتستبعد إرادتك خارج اللعبة ؛ فمعنى أن تتمنى مساعدة نفسك من خلال إرادتك كمن يحاول تهدئة نفسه بمطرقة كبيرة.  الإرادة،  محكومة بالعقل المنطقي،  لا يمكن لها التوافق مع الارتباك العقلي.  إن النافورة التي لا تنضب للحيوية غير المحدودة بداخلنا مخبأة على درجة أكثر عمقاً،  ويمكن لأى شخص التوصل إليها إذا ما أراد الاستعانة بقوة عالمه الداخلي.  يتبع العقل الباطن تصريحات وأقوال العقل الواعي وليسر الأفكار المنشودة.

أحياناً ما يراودني الإحساس بأن المريض يجلب لنفسه قائمة كاملة من الأمراض،  وتبدو هذه الأمراض في غاية الأهمية له حتى إنه يدونها كتابة ليكون بوسعه أن يقدم تقريراً تفصيلياً عنها.  توقف عن الانشغال بمرضك،  ولتعتن بصحتك ! توقف عن التركيز على مشكلاتك،  وبدلاً من ذلك، أبدأ في الاهتمام بكل ما هو مرغوب ومنشود وما اشتقت إليه دوماً !

أتت ذات مرة معلمة مدرسة ابتدائية،  بلغت منتصف العمر،  للعلاج من قائمة أمراض لازمتها خلال العقد الأخير من حياتها،  وبعد الإنصات إلى تقريرها التفصيلي،  حاولت أن أخبرها بأن الحمل أثقل من اللازم.  لقد اعتادت أن تكون مشغولة البال أكثر من اللازم.  ولم تلحظ بأنها مصابة بالرعب من أفكارها الخاصة نفسها ؛ مما يعوق السبيل نحو مركز وجودها.  

‏قلت لها إن بوسعها مساعدة ذاتها فقط بأن تشرع في البحث والسعي،  وألا تنقبل ما يمليه عليها عقلها أكثر من ذلك،  وهى ترى على الدوام حالتها العقلية السلبية مدعمة بأفكار جديدة.  أولاً،  جعلتها تدرك على مدار فترة من المحادثات الطويلة كيف انتهى بها الحال على هذا النحو.  فحتى هذه اللحظة،  لم تتبع إلا وجهة نظرها الخاصة في الحياة،  مما قادها إلى كل تلك الأحداث البغيضة.

إذا تعلمت أن تطمئن وتسترخى حقاً،  وأن تدخل الانسجام على حياتك الداخلية،  فإنك عندئذ تكون على المسار الأمثل لكى تعيد ألبوم الأمراض الخاص بك على الرف،  مع أنه يظل من الأحسن أن تحرق ذلك الألبوم لتمنع نفسك من استعادة ذكريات الماضي منه مرة أخرى ؛ ففي يوم ما قد تقع تحت إغراء رؤية ما إذا كان بعضهاً مازال صالحاً للاستعمال من جديد،  فمن الخير أن تنسى تماماً العديد من الأحداث السلبية والأفكار السلبية من الماضي بدلاً من تذكرها.

إن المعلمة المُجهَدة نجحت في الحقيقة،  على الرغم من أنه كان عليها أن تشن ضد عقلا نيتها حرباً أشد وطأة مما لدى بعض الآخرين.  وبعد بضعة أسابيع من العلاج،  أخبرتني بأنها استعادت أخيراً زمام السلطة على أطفال صفها،  وليس بالطريقة الأخرى القديمة.  بل إنها بدأت في دمج جزء من علاجها الإيحائي في محاضراتها ؛ مما أدهش تلاميذها بأساليب التواصل الجديدة التي تلقتها في منتدياتي.

 

شارك المقالة:
155 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook