إنّ الزواج هو سنة الحياة والتي شرعها الله تعالى في كتابه العزيز من أجل عمارة الأرض وعبادته، وخص الإسلام الزواج بشروط وقوانين محددة، وجعل لكلّ من الزوج والزوجة حقوق وواجبات، وتعتبر عملية اختيار الزوج أو الزوجة عملية غير سهلة فالزواج ارتباط دائم بشخص ما يختلف في التفكير، والبيئة، والتوجهات، كما تترتب عليه الكثير من الواجبات والتنازلات، لهذا يجب أن يتم اختيار الزوج أو الزوجة بناءً على بعض معايير تناسب الشخص الراغب بالزواج، وسنتطرق في هذا الموضوع إلى كيفية اختيار المرأة للزوج الصالح لبناء أسرة سعيدة ومترابطة.
يعتبر الخلق الحسن من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الزوج الصالح، ولا يشترط بحسن الخلق أن يكون شديد التدين، فالزوج سريع الغضب، وكثير العناد، وغير الرؤوف، لا يمكن اتخاذه زوجاً حتى إن كان متديناً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه) [حسن]، وفي بعض الأحيان يكون الرجل متديناً وحسن الخلق، إلا أنّ هناك بعض السمات التي لا تستطيع المرأة تحملها فيكون زوجاً مناسباً لغيرها وليس لها، فعلى سبيل المثال قد يكون جاداً جداً والمرأة اجتماعية وتحب الضحك، وعلى الرغم من أنّ هذه السمات قد لا تكون معيبة، إلا أنّها غير مناسبة للمرأة ومناسبة لامرأة أخرى.
يعتبر توفر القدرة المالية من الركائز المهمة لاختيار الزوج، ففي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءٌ) [صحيح]، ولا يشترط أن تكون القدرة المالية بأن يكون ثرياً، فمن يستطيع توفير المسكن ولقمة العيش الكريمة يعتبر قادراً مالياً، ويفضل أن يكون هناك تقارباً مادياً بين الزوج والزوجة، حتى لا ينتج مشاكل بسبب وجود فروقات مادية إلا أنّ الزوجة العاقلة تتحمل وترضى بما لدى زوجها طالما كان خلوقاً ومحباً ومخلصاً لها.