لما جاء الإسلام وختم به الله الشرائع والرسالات بيّن الله تعالى أنّ الدّين عند الله هو الإسلام، ولا يُقبل عند الله غيره من الأديان بعده، قال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَفقد نسخ الإسلام بمجيئه جميع الأديان التي كانت قبله، وختم النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- برسالته جميع الرّسالات السابقة، فإذا أراد المرء الدخول في الإسلام فإن عليه أن يقوم ببعض الأمور العملية المُعاينة، وبعض الأمور القلبية التي تُثبت صدق توجهه إلى الله، وإقباله عليه، وأنه أزال جميع ما كان قبل إسلامه في قلبه من الشرك بالله والإيمان بغيره رباً، ومن أوجب ما يجب على المرء القيام به إذا ما أراد الإسلام بالله أن يكون إيمانه بالله ناتجاً عن قناعةٍ تامةٍ بصدق تلك الدعوة وأهليتها لأن تكون أمَّ الشرائع والأديان، وأن يُزيل ما في قلبه مما يكون فيه من اعتقاد وجود الولد أو الزوجة لله أو النِّدِّ له، وأن الله سبحانه وتعالى يسمو على جميع تلك المعتقدات الباطلة، وأنه الوحيد المستحق للعبادة والحمد على النعم التي وهبها لجميع البشر.
الزّكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وينبغي على من أراد الدخول في الإسلام أن يُسلِّم بثبوت فرضيتها، وأنها حقّ ثابتٌ يجب إخراجه من مال الأغنياء وإعطاؤه إلى مستحقيه، وقد عرَّف الفقهاء الزكاة بأنها: حقٌ واجبٌ في المال بأحوالٍ خاصّةٍ في وقتٍ مُحدَّدٍ، والزّكاة لفظٌ يُطلق على الحصّة التي تُستخرَج من المال الذي يُخرجه المزكي فيسمى ما يُخرجه المزكي زكاةً،[٨] ومما يجب معرفته على من أراد الدخول في الإسلام أن الزكاة فريضةٌ أوجبها الله في المال الذي يُستغل وينمو، ومثال تلك الأموال: الأنعام بأنواعها من البقر والغنم والإبل وغير ذلك، والنّقدان
الحجّ ركن من أركان الإسلام يسقط بأدائه مرّةً في العمر، كما أنه لا يجب إلا على قادرٍ عليه ماديّاً وجسديّاً؛ شريطَة أن يعتقد المسلم ومن يريد الدخول في الإسلام بأن الحج واجبٌ عليه ويسعى إلى تأديته، فإن عجز عن أدائه لسببٍ مشروعٍ سقط عنه، أما من لم يعتقد بوجوب الحجّ عليه، أو على المسلمين عامةً فهو كافرٌ خارجٌ من الإسلام لكفره بركنٍ أمر الله بالإيمان به، لقول الله سبحانه وتعالى: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، أمّا تعريف الحجّ فهو: قصد بيت الله تعالى بصفةٍ وهيئةٍ مخصوصةٍ، في أوقات مخصوصٍة، بشروط وأركانٍ وتفاصيل مخصوصةٍ