جعل الله -تعالى- نبيه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- قدوةً للمؤمنين في شتى مناحي حياتهم، وجعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قدوتهم في الدعوة إليه كذلك، ولقد علّم الله -تعالى- نبيه طريقة الدعوة إليه في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وقال الله -تعالى- كذلك: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، فالله -عزّ وجلّ- يؤكّد أنّ أولى الخطوات وأثبتها في طريق الدعوة إليه، أن يكون الداعية صاحب حكمةٍ وعلمٍ بأسلوبه
رتّب الله -تعالى- للدعاة إليه عظيم الأجور، وفيما يأتي بيان ذلك
قد تكون الدعوة جماعيةً؛ أيّ أنّ الفرد يدعو ضمن جماعةٍ، وذلك النوع من الدعوة والتنظيم ضروريٌّ؛ لحاجة الأمة إلى تكاتف الجهود، وتعاون الأفراد في نشر دعوتهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، وإنّ ذلك دليلٌ على مشروعية العمل في الدعوة على شكل جماعاتٍ، وهناك دعوةٌ فرديةٌ، ولها عدّة أشكالٍ: فقد تكون بدعوة فردٍ فرداً آخراً، أو جمعاً من الناس؛ لما يصلح حالهم ويرضي ربّهم، وقد تكون بدعوة فردٍ فرداً يمارس منكراتٍ لا يرضاها الله سبحانه؛ فينبهه على إثمه، ويحذّره سوء عواقبه. والشكل الثالث للدعوة الفردية، يكون بتعاهد الداعية لأخٍ له في الله تعالى، يمشي معه متسلساً في التذكير والنصح، حتى يستقيم أمره على منهج الله ورسوله في الأخلاق، وسائر العباداتواره ونقاشه، ويجب أن يكون ذو قولٍ لطيفٍ