إنَّ مِن عَظمة الشريعة الإسلامية أنَّها جَعلت حلول المَشاكل التي تواجه المسلمين في حياتهم اليومية مُرتبطةٌ بشكلٍ كبير بالمشاكلِ التي يُعاني منها المجتمع والناس وِفقاً لكل زمان ومكان، فعلى سَبيل المِثال نَجد أنَّ الشَّريعةَ الإسلامية ضيَّقتْ بشكلٍ كبيرٍ جداً مَدخل الاستعباد في الوقت الذي استطاعت فيه أيضاً أنْ تُوسِّع من عمليات إعتاق الرِّقاب؛ حيث جعلت إعتاق الرقبة كفارةً للعديد من المَعاصي التي قد يَقع فيها الإنسان المسلم، نتيجةً للضعفِ البشريِ الطبيعي الذي قد يَعتريه، وهذا الأمر كان سَيُسهم حتماً في اختفاء الاستعباد والرِّق خلال فترةٍ وجيزة بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا لو بقيت الشريعة الإسلامية بكافة تفصيلاتها وكما كانت مُطبقةً أيام رسول الله، وأيام خلفائه الراشدين.
إطعام المساكين يكون بالطريقة التي يُريدها من وَجَب عليه الإطعام، فله أنْ يُعطي المساكين كلهم في الوقت ذاته أو في اليوم نفسه، وله أنْ يُوزّع عليهم الطعام بالطريقة التي يُريدها، كأن يُطعم مسكينين في كل يوم على امتداد ثلاثين يوماً، وله أنْ يدعوهم جميعاً على وليمة طعام، وله أن يقسِّمهم على ولائم، ومن الممكن أنْ يُطعمهم على امتداد ستة أيام في كل يوم عشرة مساكين، والعديد من الطرق الأخرى. أمّا مقدار الطعام فيُقدّر بحوالي نصف صاع تقريباً.