كيف تعرف أخاك؟!

الكاتب: المدير -
كيف تعرف أخاك؟!
"كيف تعرف أخاك؟!

 

الأخ الحقيقي هو الذي يكون سندًا لك وقتَ الشدة، ولا توجد شدة ستمرُّ بها أصعب من يوم القيامة، يومها سيكون الأخ الحقيقيُّ هو الذي كنت تحبُّه في الله، ويُعينك على طاعة الله.

 

هذا المعنى لم يكن فقط مترسِّخًا في أذهان الأنبياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والأنبياء أولاد علات؛ أمهاتُهم شتى، ودينهم واحد))، وقال خليل الله إبراهيم عليه السلام: ? رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ? [إبراهيم: 36]، أيضًا كان ذلك المعنى معروفًا عند باقي المؤمنين، كما قرأت في ورد اليوم مثلًا قول الملك طالوت: ? قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ? [البقرة: 249]، ووجدت مكتوبًا في معاني الكلمات فليس مني: ليس من أهل ديني وطاعتي، في المقابل فإن أيَّ أحد يبعدك عن الله فهو في الحقيقة عدوٌّ لك، مهما كان قريبًا؛ لأنه يُبعدك عمَّن يحبُّك أكثر من أي أحد آخر، ومن وحده يملك نفعك وضرَّك، وحياتك وموتك ورزقك، وهو الله سبحانه وتعالى، وقد أشار الله لذلك حين قال: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ? [التغابن: 14]، فالعبرة برابطة الدين قبل رابطة النسب والدم.

 

النبي أيضًا قال ذلك لآله رضي الله عنهم، وأنه لا يملك لهم نفعًا يوم القيامة إن لم يكن لهم أعمالٌ تساعده ليشفع لهم ((ومن بطَّأ به عملُه، لم يُسرِع به نسبُه)).

عمَّانِ من أعمام النبي، وابنُ نبيِّ الله نوحٍ، وامرأة لوط، وأبو إبراهيم، كلُّ هؤلاء لم ينفعهم نسبُهم، وسيكونون يوم القيامة كما قال الله عنهم: ? قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ? [الزمر: 15]؛ فانتهِزِ الفرصةَ، وتمسَّكْ بكل أحد يُقرِّبك من الله؛ لأنه هو الأخ الحقيقي، وحاول أن تساعد أقرباءك على القرب من الله؛ حتى تكونوا معًا في الجنة كما قال تعالى: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ? [الطور: 21]، ولكن في نفس الوقت احذر من أن يسحبوك هم للنار، وتمثَّل هذه الآية: ? الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ? [الزخرف: 67].

 

واللهَ أسأل أن ينجينا جميعًا، ويجمعنا في الجنة مع أهلنا مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين[1].




[1] مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن


"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook