في نظري ان انجذابنا للقتلة المتسلسلين وفضولنا المتوقد نحوهم ينبع من تساؤلنا واستغرابنا من ماهية الشيء الذي قد يقود الانسان الى انهاء حياة انسان اخر, بماذا يفكر القاتل في ساعة القتل, كيف يختار القتلة المتسلسلون ضحاياهم وطرق تعذيبهم وقتلهم (1) .

يجدر بي ان اذكر ان القاتل المتسلسل هو الشخص الذي يقتل ثلاث اشخاص فأكثر خلال فترة زمنية تتجاوز الشهر,مع وجود فترة زمنية بين كل ضحية وضحية, يملك كل قاتل متسلسل نمط يخصه في القتل, سلاح القتل او اسلوبه, اختياره للضحايا واعمارهم واشكالهم وجنسهم, معظم القتلة يحتفظون بتذكار من الضحية او صور او تسجيلات صوتية لتذكرهم بجريمتهم. بالمناسبة القتل المتسلسل هم من اندر انواع جرائم القتل, وجميع القتلة المتسلسلون مشهورون لتميز اساليبهم مقارنة بجرائم القتل العادية.

باعتقادي ان مجرد التعريف بالقاتل المتسلسل يثير الفضول,بشاعة جرائمهم وعدوانيتهم تثير فينا الاستغراب, انهم اناس يعيشون بيننا, وربما كانوا من عائلاتنا ايضا, او زملائنا في العمل او صاحب البقالة, لا احد يمكنه التنبؤ بمن يمكن ان يكون قاتلا متسلسلا فهم كليا فوق التوقعات.

رغبتنا بمحاولة فهم تصرفاتهم مع عدم قدرتنا على فهمها تدفعنا الى البحث والتنقيب عنهم اكثر فاكثر. انا شخصيا من المغرمين بهم وقصصهم, اي فلم وثائقي او فلم سينمائي او كتاب او حتى قناة يوتيوب, تراني  اتعمق فيهم بشدة لكثرة فضولي وانبهاري بهم, برأيي ان القتلة اكثر جرأة وصراحة منا, هم مثلنا يكرهون ويغضبون ويمقتون ولكن الفرق انهم يترجمون مشاعرهم على ارض الواقع. أراهم صادقون جدا مع انفسهم ولا يتنكرون, يحاولون الهروب والاختباء بديهيا لكي لا يتم القبض عليهم ولكن هذا لا ينفي صدقهم مع انفسهم.

في دراسة أجريت سنة 2010 بأن 70% من مراجعات كتب الجرائم على موقع امازون هي من قبل نساء, ان ارتباط الرجال في عالم الجرائم عادة يتحقق بكون الرجل هو المعتدي او المجرم, والمرأة غالبا هي الضحية او الناجي, فبالتالي فان ميكانيكية الدفاع لدى النساء تكون بالتعلم اكثر عن طباع المجرم, وعن الطرق التي نجت من خلالها الضحية التي غالبا ما تكون انثى. (2