البنسلين هو أشهر المضادات الحيوية، وسُمّي بذلك نسبةً لفطر penicillin notatum، ويُعتبر ذو طيفٍ دوائيٍّ واسعٍ؛ حيثُ يقتل عدداً كبيراً من الجراثيم إيجابية وسالبة غرام واللاهوائيات، ويعمل بآليةِ منع تشكيل الجدار الخلوي للخلية الجرثومية أثناء طور تكاثرها ونموها؛ حيثُ يرتبط مع بروتينات ربط البنسيلين مثل أنزيم DD-transpeptidase ويمنع الترابط بين جزيئات الببتيدوغليكان المُشكّلة للجدار الخلوي.
اُكتشف بطريق الصدفة في مختبر الطبيب البريطاني ألكسندر فليمنج والذي نشر نتائجه عام 1929، ولكن لم يُحرز التقدم المطلوب إلا في الأربعينيات بعد النظر في مقالات وأبحاث فليمنج وإعادة الحياة إليها من قبل أبحاث إرنست تشاين ومجموعته في أوكسفورد، وعندها وُصفت أبحاثهم بالمعجزة فكانت المِقوَد الذي غيّر مسار الطب ووجّه الصناعة الدوائية نحو عزل المضادات الحيوية من المستعمرات الفطرية والجرثومية. وكان لها الفضل في تحقيق تعاونٍ غير مسبوقٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لإنتاجه بشكل دواءٍ بحلول العام 1943 فساعد في إنقاذ مئات الأرواح في الحرب العالمية الثانية.
للبنسلين عدة أنواعٍ أولها هو البنسلين G أو البنسلين بنزاتين الذي يُعطى حقناً وريدياً أو عضلياً فقط، أمّا بقية الأنواع فيمكن صياغة أشكالٍ فمويةٍ منها مثل بنسلين V والأجيال الأخرى من البنسيلينات كالأمبيسيلين والأموكسيسيللين.
وبالرغم من شهرة هذا الصاد إلا أنه يُواجه بعض المشاكل ومن بينها:
وتكمن المعضلة الأساسية في أن آليات المقاومة هذه تكون ناتجةً عن تغير في المادة الوراثية للجراثيم ويمكن أن تنقلها إلى الأجيال اللاحقة منها بنقل DNA حلقي يحمل الصفة المكتسبة وهذا ما يسمى بالاقتران.
يوجد بعض الاعتبارات الهامة التي يجب الانتباه إليها عند وصف البنسلين وأهمها:
ومن المهم جداً عدم تناول أي مضادٍّ حيويٍّ بدون استشارة الطبيب أو الصيدلاني أو بدون إجراء التحاليل المناسبة؛ خوفاً من خطر تطوير مقاومةٍ جرثوميةٍ جديدةٍ، ولا أٌبالغُ إذا أخبرتك أننا سنعود لزمن ما قبل اكتشاف البنسلين حين كان الناس يموتون بعد تلوِّثٍ جرثوميٍ لجرحٍ صغيرٍ؛ وذلك إذا استمر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.