كيف حب الله

الكاتب: علا حسن -
كيف حب الله.

كيف حب الله.

 

حب الله تعالى للعبد

إنّ الحب صفةٌ من صفات الله تعالى الفعلية، فهي تتعلق بأفعاله التي إن شاء فعلها، وإن شاء تركها، والحب الذي يوصف به الله تعالى، ليس كحب العباد، بل هو حبٌ يليق بجلال الله تعالى، فكما أنّ ذات الله العليا ليست كذات العباد، فكذلك صفاته، فإنّ حبّ الله ثابتٌ في نصوص الكتاب والسنّة، ويجب الإيمان بثبوت ذلك، ووجوده، مع عدم علم كيفيته، إلّا أنّ العبد يلمس أثر حب الله تعالى، ومن الآثار والعلامات الدالّة على حب الله -تعالى- لعبدٍ من عباده: أن يكون العبد متواضعاً للمؤمنين، وشديداً وغليظاً على الكافرين، وقد ورد هذا الوصف لمن يحبهم الله -تعالى- في القرآن الكريم حين قال تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) وورد في صفاتهم أنّهم يجاهدون في سبيل الله عزّ وجلّ، بأموالهم، وأنفسهم، ولا يخافون في ذلك لومة أحدٍ، حيث ورد ذلك أيضاً في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ)وإنّ الله سبحانه إذا أحبّ عبداً، وضع له القبول في الأرض، فكان ذلك دلالةً على حبّ الله تعالى للعبد، وبذلك يحبه الناس، ويُقبلون عليه، ويهابونه، ويميلون بقلوبهم نحوه

كيفية تحقيق حب الله للعبد

لا بدّ للعبد من معرفة ما يحبه الله تعالى، من أقوالٍ، وأفعالٍ، فيكثر منها، ويلتزمها ويحافظ عليها، حتى يحصل الإنسان على حب الله عزّ وجلّ، ويستحقه، ولا بدّ للعبد كذلك أن يعرف ما يكرهه الله عزّ وجلّ؛ ليجتنبه ويبتعد عنه.

 

ما يحبه الله تعالى

فيما يأتي بيان بعض ما يحبه الله تعالى، من أقوالٍ وأفعالٍ وأعمالٍ قلبيةٍ:

  • تحقيق تقوى الله في قلب الإنسان، فيستحضر خشية الله تعالى، ويحرص على القيام بأوامره، واجتناب نواهيه.
  • التوبة المستمرة من كلّ المعاصي والذنوب التي يرتكبها الإنسان.
  • اتباع سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والحرص عليها.
  • الإحسان في القول والعمل، فيتقن الإنسان عبادته، ويحسن في تعامله مع النّاس أيضاً.
  • الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر على ترك الشهوات، وعلى ما يبتليه الله به من الابتلاءات.
  • الحرصعلى التطهّر ن الأحداث ومن الأقذار جميعها؛ لأنّ الله -تعالى- قال في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
  • اللين والسماحة في البيع والشراء والتقاضي مع الناس، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ سَمْحَ البَيعِ، سَمْحَ الشِّراءِ، سَمْحَ القَضاءِ).
  • أداء الصلاة في وقتها المشروع لها، والحرص على برّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله تعالى.

    ما يكرهه الله تعالى

    أمّا ما يكرهه الله -تعالى- من الأفعال والأقوال، فلا بدّ من اجتنابها؛ لتحقيق محبة الله للعبد، وفيما يأتي بيان بعضها:

    • الكفر بالله عزّ وجلّ، والاستكبار عن عبادته، وطاعته.
    • المعاصي والآثام والذنوب بمختلف أنواعها.
    • الاعتداء على الناس بغير حقٍ.
    • جحد النعم التي ينعم بها الله -تعالى- على عبده.
    • السعي بالفساد في الأرض، ونشر السوء.
    • الإسراف بالمأكل، والمشرب، والملبس وغيره.
    • الظلم، والعقوق، وغيبة الناس، والنميمة بينهم.
    • الفحش في القول والفعل، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ).
    • الكِبر، والتكّبر على النّاس، والغرور، والإعجاب بالنفس.
    • الإلحاح في سؤال الناس، وإظهار البؤس أمامهم.
    • كثرة الكلام فيما لا يفيد، وكثرة السؤال، وإضاعة ما أنعم الله -تعالى- به على الإنسان من مالٍ، ومما دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ كَرِهَ لكم ثلاثًا: قيلَ وقالَ، وإضاعةَ المالِ وكثرةَ السؤالِ
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook