علّم رسول الله أصحابه الصلاة، فقال لهم: (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي)، فقد كان رسول الله هو المصدر الأساسيّ في تعليم الصلاة لأصحابه ومن بعدهم، فلا بدّ من التأسي به حتى تكون الصلاة على أتمّ صورةٍ، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة صلاة الرسول-عليه السّلام- بشكلٍ مفصّلٍ:
أمر الله تعالى بتقواه؛ وذلك باتباع ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، حيث جعل الله اتباع رسوله علامةً من علامات محبته، ومقتضى الشهادة هو طاعة الرسول -عليه الصّلاة وسلّم- فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وتكون طاعة الرسول بعد موته بالتمسّك بسنته، وتقديم سنته على أيّ سنّةٍ سواها، واعتقاد صحّة أقواله وأفعاله، فإن شكّ أحدٌ بخلاف ذلك فإنّه لم يشهد أنّ محمداً رسول الله حقيقة، لأنّ الله أمر رسوله بالقول: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)، فلا يصحّ من أحدٍ بعد بعثة النبي إلاّ اتباعه، وقد أقسم الله بنفسه المقدّسة بنفي الإيمان عمن لا يتّبع شريعة الإسلام في كلّ شيءٍ، واشترط للإيمان ثلاثة شروط: أولها تحكيم النبي في كلّ ما يُختلف فيه، وثانيها الرّضا بحكمه، وثالثها أن يسلّموا لهذا الحكم، ويتلخّص ذلك في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً).
موسوعة موضوع