تواجه العديد من الأمهات، وخصوصاً في الشهور الأولى من عمر الطفل مشكلات عديدة في تنظيم نومه، فعادةً ما يستيقظ ليلاً للعديد من الأسباب المختلفة؛ كالشعور بالجوع، أو بالمغص، وأحياناً لا يوجد سبب معروف ومحدد، وفي هذه الحالة، تؤثر عملية الاستيقاظ ليلاً على نفسية الأم وصحتها، وتصبح أكثر عرضة للإصابة للاكتئاب، إلا أنّ هناك بعض الطرق التي تستطيع الأم اتباعها لينام الطفل بكل سهولة وسرعة، كما تجعل الطفل ينام طوال الليل أيضاً.
عادةً ما ينام الأطفال لفترات قصيرة ومتقطعة في الليل عند ولادتهم، ويستمر الوضع هكذا خلال الأسابيع الأولى من عمر الطفل، وقد تساعد عملية التقميط على إشعاره بالأمان، وتهدئته، بالإضافة إلى أن التقميط يحفز الرغبة بالنوم لدى الأطفال ما دون ثلاثة أشهر.
يفضل عند بلوغ الطفل ثلاثة أشهر من العمر نقله للنوم في مهده الخاص، إلا أنّ بعض الأطفال يواجهون صعوبة في التأقلم على النوم وحدهم، وقد تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء الطفل اللهاية لينام، إلا أنه لا يفضل عمل ذلك، لأنّ الطفل إذا استيقظ ولم يجدها سيبدأ بالبكاء، ومن الضروري الحرص خلال هذه الفترة على عدم سهر الأطفال لوقت متأخر، لأنّ ذلك سيؤدي إلى شعوره بالإنهاك، وبالتالي يعجز عن النوم.
يبدأ الأطفال في هذا العمر إذا لم تكن لديهم مشاكل صحية بالاستيقاظ أثناء الليل لشعورهم بقلق الانفصال عن الأم، فاستيقاظ الطفل في الليل يعني أنه يفتقدك، ويشعر بالقلق من فقدانك، وهذا صحي وطبيعي جداً، بسبب التطور العقلي والجسدي للطفل، ونموه ذهنياً، ولهذا يجب تخصيص وقت للأم والطفل قبل النوم، لتعبر الأم عن حبها لطفلها، وفرحتها بنومه، ومن الأفضل خلال هذه الفترة أن تتوقف الرضاعة سواء الطبيعية أو الصناعية ليلاً، لأنها لن تساعده على النوم بشكل أفضل، وقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
مع تقدم الطفل بالعمر، يصبح أكثر ميلاً للنوم طوال الليل، ويفضل أن تحدد الأم موعد القيلولة خلال النهار، وأن تكون قبل الظهر ولفترة قصيرة لا تتجاوز الساعة الواحدة، مع ضرورة الاستمرار بطقوس ما قبل النوم، لأنها أصبحت جزءاً من الروتين اليومي للطفل، ويجب تحديد موعد النوم بهذا العمر، وتنبيه الطفل إلى ذلك عن طريق إخباره، أو وضع ساعة منبه، وتعتبر هذه الطريقة فعالة مع الأطفال الذين يميلون لرفض الأوامر، فيظن أنّ الأمر صدر عن الساعة، وليس عن أمه.