شهر رمضان المبارك هو شهر الصيام والعبادة، وشهر السمو بالأرواح، والارتقاء بها عن كلّ ما يلوثها، فالله -تعالى- قد شرع الصيام فيه ليطهّر به أراوح العباد، ويحفظهم من طغيان شهوات الجسد، لا ليعانوا فيه من آلام الجوع والعطش، وقد شرع سبحانه فيه الإكثار من ذكره، وتلاوة آياته، والتهجد بين يديه في الصلاة، ولذلك كلّه يجدر بالمسلم أن يعدّ العدّة لاستقبال رمضان، فيحاسب نفسه على ما مضى، ويسأله التوفيق فيما سيأتي.
يجدر بالمسلم أن يُحسن استقبال شهر رمضان المبارك، ويمكن تحقيق ذلك بعدّة أمورٍ، يُذكر منها:
كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يفرحون أشدّ الفرح بدخول شهر رمضان المبارك عليهم، كما كانوا يدعون الله -تعالى- أن يبلّغهم إياه طيلة ستة أشهرٍ قبل دخوله، ثمّ يسألونه أن يتقبّله منهم طيلة ستة أشهرٍ أخرى بعده، وكانوا يعدّون رمضان مدرسةً لتعويد النفس على صيام النوافل، وقيام الليل، والاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم، وسماعه، وتدبّره، كما كانوا يسارعون فيه إلى الجود والعطاء، ويحرصون على تطهير أنفسهم وتدريبها على ترك البخل والشحّ فيه.
موسوعة موضوع