المحتوى

كيف نشأت اللهجات العامية و تم التوقف عن الحديث باللغة العربية الفصحى؟

الكاتب: يزن النابلسي -

كيف نشأت اللهجات العامية و تم التوقف عن الحديث باللغة العربية الفصحى؟

 

لا بدّ بدايةً من الإشارة إلى أنّ  ظاهرة تعدّد اللهجات ليست أمرًا طارئًا على اللغة، ولا مختصًا بفترة زمنيّة دون غيرها، بمعنى أنّ العربيّة كانت لهجاتٍ متغايرةً منذ نشأتها، وأنّ قبائل العرب الموزّعة في عدة مناطق كان يحكي كلّ منها لهجةً مباينةً لغيرهِ صوتيًا ودلاليًا بل وتركيبيًا في أحيانٍ كثيرة، وكانت تسمّى اللهجة في عُرف العرب (لغة)، فيُقال: لغة قريش، ولغة عدن، ولغة نجد، وما إلى ذلك. وتفسير تشعّب اللهجات -إجمالًا- راجع إلى عوامل عدّة كالجغرافيا بشكل أساسي، وإلى تفرّق شعوب اللغة الواحدة كل فترة في مناطق متباعدة، وهذا التفرّق ينشأ عنه تغييرات وتبديلات في اللغة تبدأ طفيفةً ثم تتّسع لتشكّل قواعد لهجيّةً خاصّةً تميّز لهجة منطقةٍ ما عن لهجة غيرها. يمكن القول كذلك إن الحروب والعوامل السياسيّة التي سادت في مرحلة معينة من عمر المنطقة العربيّة ساهمت في خلق هذا الفتق الكبير ما بين المستويات الفصيحة القديمة وبين اللهجات العاميّة المحكية بالتّراكم والتّدريج، مثل حركة الشعوبيّة قديمًا وما انعكست به على العرب والعربيّة من آثار، وحركة التّتريك في التاريخ الحديث، والاستعمار الغربي المتكرر لحواضن أساسيّة للعربيّة الفصيحة في الوطن العربيّ، وما نشأ عنه من تشريد وتذويب للهويّة العربية نفسها، فضلًا عن لغتها. 
 
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook