كيف يتم اجتياز التعافي

الكاتب: نور الياس -
كيف يتم اجتياز التعافي

كيف يتم اجتياز التعافي.

 

 

اجتياز التعافي

 

من أمثلة الأشياء المهمة التي ينبغي علي الناس اجتيازها التعافي من عملية جراحية. وهو يتضمن أيضاً التعافي من السكتة الدماغية،  والتعافي من الأضرار البدنية أو حوادث السيارات. وقد يبدو هذا الأمر صعباً لأنه أمر محبط حقًّا أن تضطر بعد الخضوع لأية إجراءات طبية أنقذت حياتك أن تجتاز تجربة إعادة التأهيل.

إن فن اجتياز التجارب يعني أن تتوافر لديك العزيمة. وهو يعني أيضاً أن تتوافر لديك المعتقدات الصحيحة. إن العديد من الناس لا يستطيعون قط التعافي من أشياء بإمكانهم التعافي منها فعلاً. وهناك العديد من الأسباب الوجيهة لذلك. أحد هذه الأسباب أنهم ينصتون إلي الخبراء الخطأ. وطالما أدهشني هذا الأمر،  فليس فقط الأطباء هم من يخبرونك بأنك لن تكون قادراً علي التعافي بشكل كامل،  وإنما كذلك الممرضات والأقارب والعديد من الناس ممن يحاولون مساعدتك.

 

التنفيس

 

والتنفيس يعني أن تتمتع بالاستجابة المناقضة. فكلما أخبرك الناس بأنك لا تستطيع القيام بشيء ما،  ازددت إصراراً علي فعله. ولكن كيف تبني هذه المقدرة بداخلك؟ من خلال توجيه الرغبة في الاتجاه الصحيح.

عندما يحين الوقت للالتزام ببرنامج تدريبي ناهيك عن برنامج للتعافي فذلك يكون هو الوقت المناسب للتمتع بعزيمة وإصرار كاسحين تترجمهما إلي سلوك. وبذلك كلما ازدادت الأمور صعوبة ازددت إصراراً وعزماً. إن معظم الشخصيات الفذة التي التقيت بها كانوا يملكون هذه التركيبة بداخلهم عندما كانوا صغاراً.

وتجربتي الشخصية أثبتت لي أن هذا صحيح. فكل الأمور التي نجحت في تحقيقها سبق و أخبرني آخرون بأنها مستحيلة التحقيق. وكم كان مذهلاً عدد الأشخاص الذين توقعوا أنني لن أتمكن من إيجاد طريقة لعلاج الرهاب. كما توقعوا أنني لن أتمكن من التوصل إلي طريقة لمساعدة المصابين بانفصام الشخصية.

طالما أخبرني طبيب نفسي تلو الآخر وعالم نفسي تلو الآخر،  هؤلاء الأشخاص الذين لم يستطيعوا التوصل إلي ما توصلت إليه بأنني لن أتمكن من تسخير طرقي العلاجية الجديدة ومهاراتي الجديدة و نهجي الجديد لمساعدة الناس. كانوا يخبرونني بذلك حتى علي الرغم من عدم معرفتهم من أعتزم علاجه.

إن هؤلاء هم الأشخاص الذين أطلق عليهم اسم نذيري الشؤم. فهؤلاء هم من طلبوا مني ألا أحاول قدر استطاعتي فإن قلت إنك حاولت فتح الباب فهذا يعني أنك لن تتمكن من فتحه،  ولكن إذا حاولت بكل ما أوتيت من قوة فسوف يدهشك ما تستطيع فعله. فعندما تكون قوي العزيمة وتقيس قدر النجاح الذي حققته فسوف تندهش مما سيصبح ممكن التحقيق.

عندما كنت أرقد في سرير المستشفى بعدما تمكنت مباشرة من تحريك أحد أصابعي قدمي قلت لنفسي: أستطيع أن أحرك إصبعاً آخر. ثم بدأت في التركيز علي قدمي ونجحت في تحريكها. ونفس الشيء ينسحب علي التغلب علي أية عقبة. المشكلة أنك إذا قمت بقياس ما لم تحققه فإنك ستقول لنفسك: حان الوقت لأشعر بالفشل. لكن إذا قست فقط ما نجحت في تحقيقه فحينئذٍ سوف تصل إلي ما تربو إليه.

ففي البداية لا يكون هناك سوى بعض الشعور بقدميك،  ثم يبدأ هذا الشعور في التزايد. فإذا قست مدى التحسن الذي استطعت تحقيقه اليوم عن البارحة وواظبت علي ذلك كل يوم،  فإنك خطوة بعد خطوة ستنجح في اجتياز التجربة التي تبغي اجتيازها. فالحقيقة أنك إذا كنت ستمضي في طريق طويل وقمت فقط بأخذ منعطف صغير،  فأنت تحركت فعلاً من المكان الذي كنت توجد به. وفي النهاية،  وبعد مرور أسبوعين علي الطريق ستصير بحالة مختلفة تماماً عن تلك التي كنت ستصبح عليها إذا واظبت علي السير بشكل مستقيم.

الحقيقة أن الوسيلة التي يمكنك من خلالها اجتياز العقبات هي بناء العزيمة. أنا أعلم أنك ذات مرة عزمت علي القيام بشيء كان يبدو مستحيلاً. فعندما يتعلم الأطفال كيف يقودون الدراجة،  يبدو الأمر مستحيلاً بالنسبة لهم. ثم وبطريقة غامضة يتعلم الأطفال بعض المبادئ البسيطة وبعض الأمور عن كيفية استخدام المقود وبعض الأمور عن الاتزان. وهم يستخدمون في البداية العجلات التدريبية. وفي نهاية الأمر،  وعلي الطريق،  تتضافر كل هذه الأشياء لتؤدي إلي إتقان قيادة الدراجة.

وسواء كان ما نبغاه هو تعلم العزف علي آلة موسيقية،  أو تعلم الكتابة بالقلم الرصاص كنا نرغب في تحقيق شيء ما بقوة للدرجة التي ساعدتنا علي اجتياز هذه المرحلة الصعبة و إيجاد العزم الذي جعلنا نثابر حتى وصلنا إلي المكان الذي كنا نريد الوصول إليه.

فإذا عدت إلي الوراء بذاكرتك وعثرت علي هذا المثال القوي لموقف تحليت فيه بالعزيمة،  فتلك هي البداية. ربما كان هذا الموقف في طفولتك. فإذا فكرت في شيء ما وتخيلت كيف كان هذا الموقف حينها راقب ما كنت تراه عندما كنت هناك،  واسمع ما كنت تسمعه،  واشعر بما كنت تشعر به فإنك سوف تنجح في استحضار الشعور بالعزيمة. فإن تذكرت مكافحتك وفشلك ومعاودتك الكفاح مرة ثانية وتكرارك المحاولة إلي أن نجحت،  فسوف يساعدك هذا كثيراً. وهذا جزء مهم من التعلم.

إن الأطفال يفعلون هذا. فهم يقفون ويسقطون. ثم يقفون ويسقطون مرة ثانية،  ولكنهم يظلون واقفين حتى يصلوا إلي الجزء الذي يتمكنون فيه من المشي ثم الركض. إن قدرتك لا تتلاشى حتى إن أصبت بسكتة دماغية أو تقدمت في العمر. فالعزيمة هي الشيء الذي يجعلك تجتاز أكثر الأشياء صعوبة.

 

تحلَّ بالعزيمة كي تتعافي

 

تخيل نفسك وقد تعافيت تماماً. شاهد ما سوف تراه،  واسمع ما سوف تسمعه،  واشعر بما سوف تشعر به. تخيل الموقف بكل حيوية.

تذكر أي إيحاء سلبي أمدك به أحد الأشخاص حول عدم إمكانية التعافي ثم قل لنفسك إن هذا هو صوت لا تثق به ولا تصدقه.

عدد نفسك بنبرة صوت واثقة أنك سوف تتعافي تماماً.

تذكر كل الأوقات التي اجتزت فيها مواقف صعبة وأصبحت شخصاً أفضل جراء ذلك. تذكر كيف كنت قوي الإرادة بما فيه الكفاية لتجتاز أي شيء. ثم شاهد ما كنت تراه،  واسمع ما كنت تسمعه،  واشعر بما كنت تشعر به.

حرك هذا الشعور بينما تعد نفسك ثانية بالتمتع بهذا الشعور بالعزيمة وتخيل نفسك وقد اجتزت هذه المرحلة وتعافيت وفي كل مرة تشعر بأنك علي وشك الاستسلام حرك هذا الشعور بقوة أكبر.

تخيل نفسك تصب كل تركيزك علي التحسن،  و تستمتع بالتعافي،  وتتعامل مع كل المواقف الصعبة من خلال تحريك شعور العزيمة والإصرار.

شارك المقالة:
81 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook