لا تعدو الأزمة، عند النظر إليها من زاوية ريادية، كونها فرصة، سوى أن الحصول عليها يتطلب جهدًا من نوع خاص، وريادة الأعمال هي فن النظر غير المألوف للواقع والوقائع، هي القدرة على إيجاد زاوية جديدة، والنفاذ من خلالها إلى السوق ومن ثم إلى الربح، وبالتالي فإن السؤال: كيف يستفيد رواد الأعمال من الأزمات المتفاقمة؟ هو، في جوهره، سؤال عن ريادة الأعمال ذاتها.
لا شك في أنه مع كل أزمة هناك رابحون وخاسرون، وهؤلاء الخاسرون هم الذين لم يتمكنوا من الإتيان بزاوية نظر جديدة، لكن كيف يمكن تخطي الخسارة في الأزمة؟ وكيف يستفيد رواد الأعمال من الأزمات؟
هناك عدة مسارات يتخذها رواد الأعمال كي يعبروا من الأزمات بسلام، إليك بعض هذه المسارات أو تلك الطرق.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية.. الملاذ الآمن لنجاحك وقت الأزمات
يُقيّمون كل شيء
هذا مكسب قائم بذاته بعيدًا عن كونه أحد متطلبات الخروج من الأزمات؛ فالتفكير في تقييم كل شيء قد يساعد في تجاوز الأخطاء والعقبات القائمة أو على الأقل العثور عليها ومعرفتها، بالإضافة إلى أن هذا التقييم يمنحنا الفرصة لمعرفة مدى تقدمنا في تحقيق أهدافنا، وجدوى ما نفعله، ومدى إسهام الخطط والاستراتيجيات الموضوعة في تحقيق الأهداف العامة للشركة.
ومن المؤسف أن الكثيرين لا يجرؤون على طرح الأسئلة الجذرية على أنفسهم، ويتركون الأمور تسير كيفما اتفق، وفي معظم الأحيان يتركون كل شيء على حاله متحججين بالقول السائد: «لا تذهب لإصلاح ما لم يتم كسره»، سوى أن هذه الطريقة تُفوّت الكثير من الفرص والمكاسب.
الأزمات فرص للتغيير
تلك طريقة رواد الأعمال الناجحين في التعامل مع الأزمات، وهنا يمسي التغيير ضرورة وأمرًا حتميًا؛ فلئن كان البعض، على سبيل المثال، يرفض العمل عن بُعد فإن أزمة فيروس كورونا أجبرتهم على ذلك، لكن الصواب ألا يذهب المرء للتغيير مضطرًا وإنما عليه أن يستبق الأحداث.
أما إن لم يفعل ذلك فلا بد أن يتكيف مع الأزمات حال وقوعها، فلم يعد في اليد حيلة ولا وسيلة أخرى. الأزمات فرص مثالية للتغيير، لكن بشرط أن نكون مستعدين لذلك وراغبين فيه، والحقيقة أن رواد الأعمال لا يرغبون في شيء أكثر من رغبتهم في التغيير؛ فهم يدركون أن الواقع متبدل جدًا وأن ما هو حديث اليوم سيكون قديمًا غدًا، وبالتالي لا بد من التغيير والأزمة فرصة مثالية للقيام به.
اقرأ أيضًا: «سفر عياد»: الدول التي استثمرت في التقنية تخطت الأزمة إلى حد كبير
يُغيرون أنماط أداء الأعمال
لا يخشى الناجحون تبديل طرق أدائهم، ولا تغيير الكيفية التي يؤدون بها عملهم؛ فعند وقوع أزمة ما يفكر هؤلاء الذين عرفوا كيف يستغلون الأزمات على النحو الصحيح في العمل عن بُعد، وفي التوظيف المؤقت.. إلخ، والهدف من ذلك هو تقليل التكاليف، والتخفيف من الأعباء المالية الملقاة على كاهل الشركة.
وهذا الذي سقناه مثال واحد فحسب، ففي بعض الأحيان لا يتورع رواد الأعمال الناجحون عن تغيير مسار ونشاط الشركة من الأساس، وبالطبع لا عيب في هذا طالما أن الهدف هو السعي إلى الربح المستدام وليس إلى مجرد بقاء الشركة، فما جدوى وجود الشركة إن لم تكن تدر ربحًا معتبرًا؟!
يواجهون الرفض
كل المحاولات التي يتم اتباعها من أجل التكيف مع أزمة ما، أو استغلالها، وكل محاولة تغيير للوضع القائم ستواجه برفض شديد من قِبل أولئك المستفيدين من الأوضاع الحالية، أو الخائفين من التطور، أو الذين يخشون التبعات السلبية للخطوات الجديدة عليهم، وما يفعله رواد الأعمال في هذا الصدد هو مواجهة كل هذا الرفض وتلك المقاومة والوقوف في وجه هؤلاء المعرقلين لسير الشركة صوب المستقبل.
اقرأ أيضًا: 9 جمل يقولها القادة في الأزمات
إعادة هيكلة المحافظ المالية
هناك خطوة على قدر عال من الذكاء يتم إجراؤها من أجل مواجهة الأزمات والاستفادة منها، وهي تلك المتعلقة بإعادة النظر في السوق والفرص الجديدة التي نشأت بفعل الأزمة، ثم نقل الأموال للاستثمار في هذه الفرص الجديدة.
ويكفي أن تعلم أن قيمة سهم Zoom وصلت لأكثر من الضعف منذ بدء كورونا، فإذا كنت لاحظت ذلك منذ البداية كان من الممكن أن تكونأحد أولئك الرابحين، وطبعًا هناك الكثير من المجالات التي تنمو وتزدهر مع كل أزمة، وما عليك فعله هو استكشاف هذه المجالات والاستثمار فيها.
أتصور أن ما قدمناه الآن قد يكون إجابة شافية عن سؤال: كيف يستفيد رواد الأعمال من الأزمات؟ على أن هذه بعض طرق التعاطي مع الأزمات والكوارث، وإن كان في اتباعها نجاة من الخسارة.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية وقت الأزمات.. أدوار وفرص
عصام الدميني: الأزمات قد تكون فرصة لبداية جديدة إذا استُغلت بطريقة صحيحة
كيف تتعافى المشاريع من الأزمات الكبيرة؟
الرابط المختصر : شاركها Facebook Twitter Google + LinkedIn Pinterest"
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.