إنّ شهر رمضان شهرٌ كريمٌ تتنزّل فيه الرّحمة، والبركات، وفيه تُصفّد مردة الشياطين، وتُفتح أبواب الجنّة، وتُغلق أبواب النار، ويستجيب الله -تعالى- فيه الدعاء، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ -عزَّ وجَلَّ- عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)، وفرض الله -تعالى- على المسلمين الصوم في شهر رمضان، وذلك بالإمساك عن الطعام، والشراب، والجِماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وممّا يدلّ على عظمة مكانة عبادة الصيام أنّ الله -تعالى- نسب الصيام له، حيث قال رسول الله في ما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِهِ)، وممّا يدلّ على عظم شهر رمضان سؤال الصحابة -رضي الله عنهم- ربّهم -عزّ وجلّ- أن يُبلّغهم رمضان ستة أشهر قبل قدومه، هذا بالإضافة إلى اجتهادهم في الطاعات والعبادات فيه، ثمّ دعاءهم ستة أشهر بعده أن يتقبّل الله -تعالى- منهم، ومن أعظم العبادات في شهر رمضان المبارك: قراءة القرآن الكريم وتدبّره، وقد كان للتابعين قصص كثيرة تدلّ على إدراكهم ذلك، فقد كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان ستين مرّة؛ أي بمعدّل مرّتين في اليوم الواحد، وكذلك الإمام مالك بن أنس كان يترك العلم وطلابه، حتى إنّه كان يترك كتابته للموطأ في رمضان رغم عِظم هذا العمل وأهميته، ويُقبل على قراءة القرآن الكريم.
شهر رمضان فرصةٌ تُتاح للمسلم في كلّ عام مرّةً واحدةً، فلا بُدّ للمسلم من استقباله بأفضل ما يستطيع، وفي ما يأتي نصائح في استقباله:
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يستقبلون رمضان بالتقرّب إلى الله تعالى، ويجتهدون بالطاعات، وفي ما يأتي بيان ذلك:
موسوعة موضوع