السفر في اللغة: قطع المسافة، وجمعه: أسفار.السفر في الاصطلاح: خروج الإنسان من وطنه قاصدًا مكانًا يستغرق المسير إليه مسافة ما، وقد اختلف الفقهاء في تقدير تلك المسافة.
في صلاة المسافر يُقلَّص عدد ركعات الصلوات الرباعية -أي المكوّنة من أربع ركعات، الظهر، والعصر، والعشاء- لتصبح هذه الصلوات ركعتين عوضاً عن أربع ركعات لتعود إلى أصل مشروعيتها؛ حيث فرضت كذلك ثم زيدت لاحقاً، في حين تبقى صلاتا الفجر والمغرب على حالهما دون أي تغيير ودون أي تقليص أو تقليل في عدد ركعاتهما، وهذا يُعرف فقهياً بقصر الصلاة وهو خاصٌ بالمسافر.
بالإضافة إلى تقليص عدد ركعات الصلاة (قصر الصلاة) فإنّ للمُسافر أن يجمع صلاتي الظهر والعصر معاً، والمغرب والعشاء معاً أيضاً، وذلك في وقت أحدهما؛ حيث يمكنه جمعهما جمع تقديم أو جمع تأخير؛ بحيث تُقدّم صلاة العصر لتصلى مع الظهر أو صلاة العشاء لتصلى مع المغرب، أو أن تؤخّر صلاة الظهر لتُصلّى مع صلاة العصر أو أن تؤخّر صلاة المغرب لتُصلّى مع صلاة العشاء، وهو ما يُعرف بالجمع في الصلوات وهو ليس خاصاً بالمسافر فحسب؛ فإنه من المُمكن أن يكون الجمع بسبب المطر، وتساقط الثلوج، ويمكن أن يكون في أحوال أخرى كالحج، وربما يَكون لعذر مرضٍ أو غيره.
أصلُ قََصْرِ الصَّلاة عائدٌ لعِلَّة السَّفَر؛ فقد رُوِيَ أنَّ عائشةَ زوجُ النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسّلام- قالت: (فُرِضَتِ الصّلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، في الحضرِ والسفرِ، فأُقِرَّتْ صلاةُ السّفرِ، وزِيدَ في صلاةِ الحَضَرِ). هذه الرخصة الشرعية هي من رحمة الله تعالى بالمسلمين، فهو يعلم ظروف السفر التي يمرّالمسافر بها، والتي لا يُمكن له فيها أن يصلّي الركعات الأربع كاملة أو أن يصلّي كل صلاة في وقتها لانشغاله بالسفر وهمومه وتعبه، والله عزَّ وجلّ يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
هناك عدد من النقاط يجب الأخذ بها لأداءِ الصّلاة جمعاً وقصراً وفق ما نصَّ عليه الفُقهاء، وذلك بالتّفصيل الآتي:
تُشترط لجواز الجمع في السّفر مجموعة من الشروطٍ منها:
على هذا فإنَّ الجُمْهورَ من أهل العلم ذهبوا إلى أنّ مسافة السَّفَر التي تُقصَرُ وتُجمَعُ فيها الصّلاة أربعة بُرُد، والبَريدُ مَسيرَة نصف يوم، أي ما يُساوي مَسيرَةَ يومَين قاصِدين، ومعنى يومان قاصِدان: أي لا يَسيرُ فيها الإنسان ليلاً ونهاراً سيراً بَحتاً مُتواصِلاً، ولا يكون كثير النُّزول والإقامة، فتكون المسافة تقريباً ثمانيةً وأربعين ميلاً، والمِيل المعروف ألفاً وستمئة متر، فتكون الأربعة بُرُد = 76.8 كم تقريباً، وقيل: 80.64 كم، وقيل: 72.
موسوعة موضوع