كيف يعامل اليتيم في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
كيف يعامل اليتيم في الإسلام.

كيف يعامل اليتيم في الإسلام.

 

اليتيم في القرآن الكريم

، وقد ذُكر اليتيم وحقه في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعا، عدا ما في السنة من الأحاديث، وإنّ من أكثر الأمور التي تتكرر بين الناس وتؤذي اليتيم هي أكل ماله؛ لأنه صغير لا يقدر أن يدافع عن حقه، ولا يعرف كيف يحفظه، ولهذا فقد نهى القرآن عن العبث في ماله أكثر من مرة، فلا يجوز أخذ قرض أو التصرف في ماله إلا إذا كان هناك مصلحة لليتيم في ذلك، كزيادة تجارة اليتيم، أو للإنفاق عليه بالمعروف، أما الذين يتخوّضون في ماله فإن لهم عقوبة شديدة بيّنها الله في كتابه حين قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).

كيف يعامل اليتيم في الإسلام

حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، فهو طفل فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتيم، وقد يفقد أبويه الاثنين، وعندها سيكون في أشد الحاجة والضرورة للرعاية، وهذا كله إذا فقدهما ولم يخلّفا ما يكفيه من المال، ولكن إن ترك له أبواه مالاً يقوم بحاله، فإنه لا يكون محلاً للصدقة، وإنما محلاً للعناية بماله والإحسان إليه حتى ينمو ماله، وهو محل العناية به من حيث تربيته وتعليمه وإرشاده وحفظه عن كل ما هو سيء، وقد جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات وهي المهلكات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ

فضل كفالة اليتيم

كفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع، وكفالته لا تكون فقط ماديا، ولكنها تعني القيام بشؤونه الأخرى من التربية والإرشاد وغيرها، وقد جعلها الشرع من الأدوية التي تعالج النفس البشرية، ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)وأعلى درجات الكفالة هي أن يضم الكافل اليتيم إلى أسرته، ويقوم باحتياجاته حتى يبلغ، لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وتكون كفالته أيضاً بالإنفاق عليه بدون ضمّه إلى الكافل، فكثير من أهل الخير يدفعون مبلغاً لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو غيرذلك، وهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى.

 

الرحمة باليتيم

وجّهت إرادة الله -تعالى- أنظار المسلمين إلى فئات المجتمع الضعيفة التي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي إلا بدعم من جهات أخرى، وعلى رأس هذه الفئة الأيتام، فهم محتاجون للعطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية، فرسولنا هو من الأوائل الذين لمسوا آلام اليتيم، ومما يلفت النظر أن لفظ اليتيم ذُكر في القرآن الكريم ثلاثة وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف أمام هذه الفئة وتلبية احتياجاتها والمشاكل التي قد تواجهها، سواءً كانت معنوية أم مادية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن في شأن اليتيم، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسية كلها تدور حول: دفع المضار عن اليتيم، وجلب المصالح في ماله وفي نفسه وفي حال الزواج، والإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه

شارك المقالة:
86 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook