كيف يكون النوم في مرحلة البلوغ

الكاتب: نور الياس -
كيف يكون النوم في مرحلة البلوغ

كيف يكون النوم في مرحلة البلوغ.

 

 

مرحلة البلوغ

 

بداية من سن العشرين وحتى الستين, تتطور أنماط النوم بشكل أبطأ مقارنة بمرحلة الشباب. ولقد لاحظت العديد من الدراسات التي أجريت على نطاق واسع عددًا من التوجهات الثابتة, فالنوم الهانئ, كما هو متوقع, يصبح بعيد المنال بمرور الوقت. يبين الجدول (4-1) والشكل (4-1) بيانات أساسية حول تغييرات النوم خلال مرحلة البلوغ:

  •  يستغرق الأمر فترة أطول للخلود إلى النوم. يشير الباحثون في مجال النوم إلى الفترة التي يستغرقها المرء للخلود إلى النوم باسم "استتار النوم". والتغير الطارئ على استتار النوم طفيف وبطيء ولكنه متواصل, إذ يزداد من متوسط يبلغ 16 دقيقة في العشرين من العمر إلى 18 دقيقة في الستين من العمر.
  • النوم لفترة أقل في المساء. ينقص إجمالي فترة النوم ليلاً من 5.7 ساعة تقريبًا في سن العشرين على 7 ساعات في الأربعين, و 2.6 ساعة في الستين. وتظل الحاجة إلى النوم كما هي, ولذا فعدد كبير من الناس يستعيضون بنوم القيلولة النهاري عن القصور في النوم الليلي.

 

الجدول 4-1 التغيرات الطارئة على النوم أثناء فترة البلوغ

 

 

سن 20

سن 40

سن 60

سن 70

سن 80

استتار اليوم

16 دقيقة

17 دقيقة

18 دقيقة

18.5 دقيقة

19 دقيقة

فترة النوم الكلية

7.5 ساعة

7 ساعات

6.2 سعاة

6 ساعات

5.8 ساعة

نسبة الوقت المنقضي في مرحلة النوم العميق

47

51

53

55

57

نسبة الوقت المنقضي في النوم العميق

20

15

10

9

7.5

نسبة الوقت المنقضي في نوم حركة العين السريعة

22

21

20

19

17

فاعلية النوم

95

88

84

82

79

 

تزداد مرحلتا النوم الأولى والثانية بينما تنقص نوم حركة العين السريعة. على الرغم من انك ما زلت تمر بكل مراحل النوم, إلا إنك تمضي وقتًا أطول في المرحلتين الأولى والثانية. نسبة الفترة التي تمضيها في نوم المرحلة الثانية يزداد ما بين 5 إلى 10 بالمائة كل 20 عامًا.

وفي المقابل, فإنك تمر بشكل أسرع بالمرحلتين الثالثة والرابعة (النوم العميق), ونوم حركة العين السرية. ونسبة الوقت المنقضي في النوم العميق تنخفض بمقدار النصف بين العقدين الثاني والسادس, ويتدنى الوقت المنقضي في نوم حركة العين السريعة بحوالي 1% ز وهذه التغيرات في توزيع مراحل النوم – التي هي أقل في النساء منها في الرجال – قد تكون سببًا رئيسيًا وراء أن النوم يصبح أقل قدرة على إعادة النشاط إلى الجسم بمرور الوقت.

 

تزايد فترات استيقاظ الليل

 

   هناك سبل عديدة لقياس استمرارية النوم. ومن هذه السبل حساب الوقت الذي ينفقه الناس في الاستيقاظ بعد الخلود إلى النوم لأول مرة, وهو ما يعرف باسم بدايات الاستيقاظ بعد النوم (WASO). جدير بالذكر أن الناس يستيقظون عادة أكثر من مرة لفترات قصيرة ليلاً. وتزداد هذه الفترات من حوالي 18 دقيقة في العشرين من العمر إلى 44 دقيقة في سن الستين.

ومن الممكن النظر إلى استمرارية النوم من منطلق فاعلية النوم ذاتها, وهي نسبة الوقت الذي تقضيه نائمًا في الفراش. بتعبير آخر, إذا استلقيت في فراشك لثماني ساعات بيد أنك لم تنم فعلاً سوى ست ساعات, ففاعلية نومك في هذه الحالة هي 75%. وبينما تزداد فترات مرات الاستيقاظ الليلية, وتطول فتراتها, تتقلص فاعلية النوم بشكل منتظم من 95% في المتوسط في العشرين من العمر إلى 84% في الستين من العمر.

ما الذي يمكن أن يفسر كل هذه التغيرات في النوم التي تقع بمرور العمر حتى بين الأصحاء امة؟ ليس لدينا بعد فهم كامل لهذه الظاهرة, ولكن من المرجح أن عددًا من التغييرات الفسيولوجية تجتمع لتغيير إيقاع النوم / الاستيقاظ اليومي. فنحن نعلم, على سبيل المثال, أن الإفراز الطبيعي للمخ لهرمون الميلاتونين يتقلص بشكل هائل أثناء الرشد والهرم. وبالمثل, فإن الانخفاض الليلي في درجة حرارة الجسم يقل كلما كبرنا في السن, وتؤدي التغيرات الطارئة على وظيفة الغدة النخامية إلى زيادة الكورتيزول وإفرازات أقل لهرمونات النمو. ومثل هذه التغيرات – وغيرها العشرات من التغيرات – قد تساعد على تفسير استغراق الكبار وقتًا أطول للخلود إلى النوم, والحصول على نوم أقل, والاستيقاظ لعدد مرات أكثر أثناء الليل.

وزيادة فترات الاستيقاظ بمرور الزمن ترجع في جزء منها إلى زيادة الاضطرابات الطبية واضطرابات النوم. فالأمراض المزمنة التي تتسبب في آلام شديدة أو مشاكل في التنفس من الممكن أن تعوق النوم. ومن المرجح أن تتجلى اضطرابات النوم في فترة البلوغ. فأعراض النوم الجبري من الممكن أن تتطور أثناء فترة المراهقة, بيد أنها تسوء في فترة البلوغ. وعادة ما تظهر مشاكل انقطاع النفس أثناء النوم وغيرها من المشاكل ذات الصلة بالتنفس المرتبطة بالسمنة في العقد الثالث, والربا, والخامس؛ حيث تميل أوزان الناس إلى الزيادة. وتكرار اضطرابات الحركة مثل متلازمة الأرجل كثيرة الحركة يزداد كلما كبر المرء في السن. علاوة على  ذلك, فمن الممكن أن تؤثر الدورات الإنجابية للنساء على نومهم بمرور الوقت.

 

من سن الستين فما فوق

 

بعد سن الستين, تستمر أنماط النوم التي تميز فترو البلوغ. فيزداد استتار النوم ونسبة الوقت المنقضي في المرحلتين الأولى والثانية من النوم, بينما تواصل فترة النوم الكلية – وأعني نسبة الوقت المنقضي في النوم العميق ونوم حركة العين السريعة, وفاعلية النوم – تدهورها.

ولقد أخذ الأطباء يطمئنون الكبار بأنهم في حاجة إلى قسط من النوم أقل من الأشخاص الأصغر سنًا ليعيشوا حياة طبيعية, بيد أن خبراء النوم على يقين الآن من أن هذا ليس صحيحًا. فالبالغون, في أي مرحلة عمرية, في حاجة إلى ما بين سبع ساعات ونصف وثماني ساعات من النوم يوميًا لعيش حياة طبيعية. ونظرًا للاتجاهات التي وقفنا ليها, فإن الأشخاص الأكبر سنًا كثيرًا ما يعانون من مشاكل فيما يتعلق بالحصول على هذا القسط من النوم خاصة ليلاً. وليس من المدهش أنه كلما كبرنا في السن, زادت احتمالات تعويضنا للنوم ليلاً بالنوم نهارًا.

وكلما طعن المرء في السن, ارتبطت الصحة العامة مباشرة بمقدار وجودة النوم. وهؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية مستفحلة أو متعددة قد يعانون من صعوبات شديدة. على سبيل المثال, فمشاكل النوم شائعة في كبار السن الذين يصابون بمرض الزهايمر أو غيره من الأمراض التي تكون عادة مصحوبة بالأرق, والكوابيس, والتجوال على غير هدى, والعدوان الجسدي, والصراخ والكلام بصوت عال, أو الاستغاثة. إن الأزواج وغيرهم من مقدمي الرعاية للأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض كثيرًا ما يعانون أيضًا.

 

شارك المقالة:
118 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook