كيف يكون حشر الدنيا

الكاتب: علا حسن -
كيف يكون حشر الدنيا.

 

 

كيف يكون حشر الدنيا.

 

كيف يكون حشر الدنيا؟
 

والحشرُ الذي ذُكر في الأحاديث يكون في الدنيا، وليس المقصود به هو حشرُ الناس بعد بعثهم من القبور. وقد ذكر القرطبي، أن الحشرُ معناه هو الجُمه، ويأتي على أربعة أوجهٍ وهما: إجلاء بني النضير إلى الشام، والثاني: حشر الناس قبل يوم القيامة إلى الشام، وهي النار المذكورة في بعض الأحاديث.– أن الحديث يُبيّنُ بعضه بعضاً، وقد وقع في الحسان من حديث أبي هريرة، وأخرجه البيهقي من وجهٍ آخر عن علي بن زيد عن أوس بن أبي أوس عن أبي هريرة بلفظ: ثلاثاً على الدّواب، وثلاثاً ينسلون على أقدامهم، وثلاثاً على وجوههم” وهذا التقسيم الذي في هذا الخبر موافق لما جاء في قوله تعالى:”وكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً” الواقعة:7. فالإجابة تتلخصُ بما يلي:



1. أن الدليلُ قد جاء على أنّ هذا الحشر في الدنيّا كم سبق ذكر الأحاديث بذلك.


2. أن التقسيم المذكور في آيات سورة الواقعة لا يستلزم أن يكون هو التقسيم المذكور في الحديث؛ فإن الذي ورد في الحديث ورد على القصد من التخلّص من الفتنة، فمن اغتنم الفرصة سار على فسحةٍ من الظهر ويسرةً من الزادّ راغباً فيما يستقبله راهباً فيما يستدبرهُ، وهم الصنف الأول في الحديث، ومن تواني حتى قلّ الظهر اشتركوا فيه وهم الصنف الثاني والصنف الثالث هم الذين تحشرهم النار وتسحبهم الملائكةُ.


3. لقد تبيّن من دلائل الأحاديث؛ بأنه ليس المقصودُ بالنار هي نار الآخرة، وإنما هي نارٌ تخرجُ في الدنيّا، والتي أنذر النبي عليه الصلاة والسلام بِخروجها، وذكر كيفيةُ ما تفعل في الأحاديث المذكورة.


4. أن الحديث الذي احتجّوا بهِ لا يُخالفُ الأحاديث التي بيّنت أن هذا الحشر في الدنيا، وقد وقع في حديث علي بن زيدٍ المذكور عند الإمام أحمد، أنهم يتّقون بوجوههم كلّ حدبٍ وشوكٍ وأرض الموقف يوم القيامة أرضٌ مستوية لا عِوج فيها ولا أكمة ولا حدبَ ولا شوك. فتح الباري.


فقد قال النووي: “قال العلماء: وهذا الحشر في آخر الدّنيا قُبيل القيامة، وقُبيل القيامة، وقبيل النفخُ في الصور، وذلك بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: تُحشرُ بقيتهم النار، تبيتُ معهم وتقيلُ وتُصبحُ وتمسي”. شرح النووي لمسلم.

 




شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook