كيف يمكن أن يصل الإنسان إلى درجة التحكم الكامل في غرائزه؟
الغرائز كلمة تطلق على رغبات الإنسان التي تولد معه، والتي غالباً ما تتلخص في العمليات الحياتية العملية التي تحافظ على بقاء الإنسان ونوعه كالطعام والشراب والتكاثر والتواصل الاجتماعي.
وبالرغم من أن قدرة الإنسان على التحكم بغرائزه تتفاوت وتختلف من شخص لآخر بسبب الصراع الداخلي إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن عقل الإنسان أقوى من غرائزه وأننا لو واجهنا شخصاً يبرر بعضاً من تصرفاته اللاأخلاقية بأنه مدفوع بغرائزه لن نجده مبرراً مقبولاً أبداً كوننا نتمتع بالعقل إلى جانب الغريزة، ولسنا كالحيوانات أجلكم الله.
أما بالنسبة للتحكم الكامل في الغرائز فهناك عدة عوامل يمكنها أن تؤثر في هذا الجانب وهي التي يؤدي تفاوتها لدى الإنسان في تفاوت القدرة على السيطرة على هذه الغرائز ومنها :
1. الوازع الديني: تعد عقيدة الفرد ومعتقداته الدينية المصدر الأول والأهم الذي يستمد منه الشخص معايير الصواب والخطأ، ومنها أيضاً الوسائل المباحة لإشباع هذه الغرائز على تعدد أشكالها، حيث تختلف درجة تدين الأفراد كما وتختلف تعاليم الديانات لذلك يعد مستوى الوازع الديني لدى الأفراد واحدة من العوامل التي تحدد المدى المشروع لتفريغ هذه الرغبات والوسائل المشروعة.
2. عوامل اجتماعية: تختلف المجتمعات في طرحها للسلوك المقبول أو غير المقبول، لنأخذ على سبيل المثال الغريزة الجنسية، في المجتمعات الغربية تجد بعض التصرفات التي تبيح العلاقات بين الجنسين وتعتبرها مظهر من مظاهر التواصل الاجتماعي بينما في أخرى تحيط هذا النوع من العلاقات مجموعة كبيرة من الضوابط، لذلك تعد المعايير المجتمعية واحدة من العوامل التي تؤثر في مدى قدرة الفرد على ضبط هذه الرغبات.
3. المرونة النفسية: يطلق مصطلح المرونة على قدرة الفرد على تلقي الضغوطات النفسية وطريقة تعامله معها واستجابته لها، ويختلف مستوى المرونة النفسية من شخص لآخر بناءً على معتقداته والتجارب والخبرات التي مر بها.
4. التمارين الرياضية: يعد المجهود البدني أحد أكثر الطرق فاعلية في تهذيب النفس وتفريغ الطاقة مما يساعد الفرد على التحكم بالغرائز المختلفة كالطعام والشراب والزواج والقوة وغيرها، لأن أسلوب الحياة الصحي والنظام الغذائي الصحي ينعكس على صحة الجسد والدماغ وبالتالي تحسين الحالة المزاجية الأمر الذي يعزز نظرة الفرد الإيجابية لنفسه ولقدراته في السيطرة على الغرائز.
العربية
