إن الألوان هي عبارة عن الصفة التي يحملها الجسم، والتي تميزه عن غيره من الأجسام الأخرى من نفس النوع، ويتمّ تعريف الألوان فيزيائياً بأنها ما تراه شبكية عيوننا من انعكاس الضوء عن أي جسم أو مادة صبغية ملوّنة لهذا الجسم.
إنّ الضوء بحد ذاته هو مزيج من العديد من الألوان ولكن بأطوال موجية مختلفة، وحتى نتمكن من إدراك أيّ لون، فإنّه يجب أن يكون ضمن طول موجي وتردد معين لتتمكن الشبكية من امتصاصه وعكسه إلى الدماغ لتحليله، حيث يعتمد الدماغ على طول الموجة الصادرة من انعكاس الضوء عن الجسم وترددها - أو بما يعرف بالإشعاع الكهرومغناطيسي - لتحديد ما هو اللون، فعندما يسقط الضوء على جسم معين لونه أصفر مثلاً، فيقوم هذا الجسم بامتصاص جميع الألوان وعكس اللون الأصفر الذي تمتصه عيوننا، فنرى بذلك اللون الأصفر وهكذا، مع العلم بأنّ اللون الأبيض يعكس جميع الألوان واللون الأسود يمتص جميع الألوان، ومن شروط تمكننا من رؤية لون معين، أنّه يجب أن يكون إشعاع هذا اللون من ضمن الطيف المرئي والذي تتراوح أطوال موجاته ما بين 400 نانومتر إلى 740 نانومتر.
هناك من حولنا العديد من الألوان، ولكن هناك فقط ثلاثة ألوان أساسية، يؤدي مزجها إلى إنتاج أكبر عدد من الأطياف اللونية المختلفة، وهذه الألوان الأساسية هي الأحمر، والأخضر، والأزرق، فمثلاً إذا قمت بمزج اللون الأحمر مع الأخضر سينتج اللون البرتقاليّ، وإذا مزجت الأحمر مع الأزرق ستحصل على اللون البنفسجي وهكذا.
أوضحت الدراسات بأنّ للألوان تأثير كبير على حياتنا، حيث إنّها تؤثر بشكل كبير على نفسيتنا وطريقة شعورنا، حيث تمّ استخدامها لتفسير ودراسة الإنسان وتحديد ميوله وشخصيته، وحتى تمّ استخدامها في علاجه، فينصح الأشخاص المكتئبين مثلاً بالتركيز على ارتداء الألوان الفاتحة، وتجنّب الغوامق لما له من أثر كبير في تعديل المزاج، كما قاموا بالاعتماد عليها في عملية تصميم المنازل، فهناك ألوان يفضّل أن يتم استخدامها في غرف النوم كالأخضر لأنّه يرمز إلى التكاثر والخصوبة، والأحمر الذي يرمز للحيوية والحب، وهناك ألوان مناسبة للمدارس ومكاتب العمل كالأزرق؛ لأنّها تشجع على التفكير الخلاق والإبداع، وغيرها من الألوان الأخرى، كما تمّ الاعتماد عليها في الإعلانات التلفزيونية لجذب انتباه المشاهد، فمن الأمثلة على ذلك أنّ أصحاب المنتجات يستخدمون اللون البنفسجي للترويج لبضائعهم الجديدة لأنّه يدل على التغيير والغرابة والتميّز.