كان إذا رُزق أحد الناس ولدًا وأراد أحدهم أن يبشر والده به قال له: أبشر لك بولد، أو: أبشر بعزب، وإن كانت المولودة بنتًا قال له: أبشر لك براعية غنم.
ويقوم الوالد بتسمية المولود، ويذبح ذبائح وتُسمى تلك المناسبة بـ (الرشايش)، ومن عاداتهم أن والد المولود يدعو عشيرته لتسميته، ومن سماه منهم التزم بتقديم هدية جزلة للمولود.
تُسمى حفلة الختان (المزين) وهو يشبه العرس في جميع الأشياء تقريبًا ما عدا بعض الاختلافات مثل الأهازيج التي تدور غالبًا حول ذلك الموضوع مثل:
يـــا عربنـــا فــالكم زيــن عســـى ولـــدكم ترتجونـــه
وتســـــرحونه بالبعــــارين وتحيزمونــــه بالبـــــارودة
وكان أهل الولد يقدمون الأرز مع السمن غداءً في اليوم الأول،
ويقول أبوه للحاضرين: حياكم الله على الفال ويتليه العقال، ومن عاداتهم تقديم هدايا للمولود بهذه المناسبة.
الاحتفال بنـزول المطر
ومن المناسبات التي يحتفل بها أهل المنطقة في البيئات كافة الحضرية منها و القروية والبدوية هطول المطر، إذ يستبشر به الكبار والصغار؛ فالكبار يتبادلون التهاني والمباركات بقولهم: السيل عليك مبارك، أم الصغار فيظهر الاحتفال في أغانيهم وأنشوداتهم ومنها:
يـــا مطــرة حــطِّي حــطِّي علــى قرعــة بنــت أخــتي
بنـــت أخــتي جــابت ولــد ســــمته عبــــد الصمـــد
والولـــد يبغـــى الحـــليب والحــــليب فـــي البقـــرة
البقـــرة تبغـــي الحشـــيش والحشـــيش فـــي الجـــبل
والجـــبل يبغـــى المطـــر والمطــــر عنـــد ربـــي
والــــــرب يحـــــميني والــــــرب يحـــــميني
جـــــــيبوا لـــــــي معـــــــاكم بقـــــــرة
تحــــــلب وتســـــقيني صينــــي علـــى صينـــي
أما إذا هطل المطر وسالت الأودية فإن جميع سكان القرية يخرجون إلى حقولهم لتفقدها ويتبادلون النداءات بوصول السيل، أما في أوقات الجدب واحتباس المطر فإنهم يرددون كل صباح دعوات على شكل أهازيج، منها:
يــــا اللــــه ارحمنــــا يـــا اللـــه اســقنا الغيــث
جـــل جــلالك يــا مولانــا إحنـــا عبيــدك مــا تنســانا
مظاهر الثبات والتغير:
لقد حافظت المنطقة على كثير من مظاهر الاحتفالات والمناسبات مثل حفلات الزواج، والختان، وحتى الاحتفال بالعيدين، على الرغم من أنها أصبحت حاليًا تُقام بأساليب حديثة لا كما كانت عليه في السابق، كما أن هناك احتفالات أخرى لم تعد تُمارَس نتيجة لتغير نمط الحياة، وانتشار النمط الحضري في جميع مدن المنطقة وقراها وهجرها.
وقد تعرض كثير من هذه الاحتفالات لبعض التغيير، ومنها احتفالات الزواج؛ إذ أصبحت أكثر محاكاةً لاحتفالات مجتمعات أخرى عربية وغربية، كما أنها أصبحت أكثر كلفة، ومثلها في ذلك عدد من الاحتفالات الأخرى التي كثيرًا ما أصبحت مظهرًا من مظاهر التفاخر الاجتماعي.
وبعض المدن الساحلية استطاعت أن تحافظ على عدد من مظاهر العيد التي منها الاستعراض بمراكب الصيد وسط أهازيج الصيادين، وكذلك إقامة العرضات الشعبية على الشاطئ، وأصبحت المحافظة على هذه المظاهر من الميزات التي تتميز بها بعض المدن الساحلية.
العربية
