كيفية التحبيب بالصلاة

الكاتب: مروى قويدر -
كيفية التحبيب بالصلاة

كيفية التحبيب بالصلاة.

 

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

 

خُلق الإنسان كثير النسيان، كما أنّه كثير الخطأ، فتارةً تأمره نفسه بالسوء، وتارةً يُغريه الشيطان بالمعاصي والذنوب، كما أنّ الأجسام تُصاب بالأمراض والعلل، وتحتاج للطبيب حتى يداويها ويصف لها العلاج المناسب، فإنّ القلوب تمرض كذلك وتصيبها أمراض الشهوات والشبهات، ممّا يؤدي بها إلى الوقوع فيما حرّمه الله سبحانه وتعالى، والواقع أنّ أمراض القلوب أشدّ خطراً من أمراض الأجسام، ممّا يستلزم أن يكون لها أطباء مهرة يعالجونها، من أجل ذلك ولكثرة أمراض القلوب وسوء ما ينتج عنها من شرور وفساد فقد كلّف الله عز وجل المؤمنين بعلاج تلك الأمراض، ويكون ذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الوظيفة من أسمى الوظائف الإسلامية، حتى أنها وظيفة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، كما خصّ الله سبحانه وتعالى أمّة الإسلام بأنها خيرُ أمّةٍ أُخرِجَت للناس لقيامها بهذه الوظيفة، قال تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ)، ولو عطّلت الأمة هذه الوظيفة لانتشر الظلم والفساد بين الناس ولاستحقت لعنة الله سبحانه وتعالى.


ويُعدّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلاً من أصول الإسلام العظيمة، والقيام بهما نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله، فهو يحتاج إلى تحمل المشاق، والصبر على الأذى، كما أنّهما رسالةٌ عظيمة، فلا بدّ لفاعله أن يتحلّى بالأخلاق الكريمة، ويتعرّف إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، ويدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، كما لا بدّ له من معاملتهم باللطف واللين آملاً من الله سبحانه وتعالى أن يهديهم به، والأمة التي تقوم بهذه الوظيفة السامية، تفوز بسعادة الدنيا والآخرة، ويتنزّل عليها نصر الله وتأييده، وهي مستمرةٌ إلى يوم القيامة، لا انقطاع لها أبداً، وواجبة على جميع أفراد الأمة، سواءً أكانوا رعاةً أو رعيّة، رجالاً أو نساءً، فيجب على كلّ منهم بحسب حاله، فالأمة المسلمة أمّةٌ واحدة، ولو انتشر فيها الفساد وجب على جميع أفرادها أن يسعوا للتخلّص منه، وإصلاحه وإزالة المنكر والنهي عنه، وممّا يجب على الإنسان المسلم أن ينتبه إليه ضرورة أن يكون أسرع الناس امتثالاً لما يأمر به من معروف، وأبعدهم عن المنكر الذي ينهى عنه، وأنّه مهما استقام يظلّ محتاجاً إلى النصيحة والتوجيه والتذكير.

 

كيفية تحبيب شخص للصلاة:

 

ينبغي للإنسان إذا أراد أن يأمر شخصاً بالمعروف أو ينهاه عن منكر، أو يأمره بأداء الصلاة ونحوها من العبادات، أن ينظر أولاً إلى حاله جيداً، فيعلم ما يناسبه من أساليب الترغيب والترهيب، وأن يتأكد من حاله مع الموعظة هل هو مقبلٌ عليها أم مدبرٌ عنها، وهل يتعظ بها أم ينصرف عنها، وفي كلّ الأحوال فهذه بعض الطرق التي يمكن استخدامها في دعوة أحد إلى الالتزام بالصلاة:

  • تذكيره بأنّ الصلاةَ مفروضةٌ على الإنسان، وأنّها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
  • إخباره ببعض فضائل وثمرات الصلاة، فمن ذلك أنّها أفضل ما افترضه الله عز وجل على عباده، وأنّها خير ما يمكن للإنسان أن يتقرّب به إلى ربّه تبارك وتعالى، وأنها أوّل ما يحاسب الله تعالى عليه العبد من أعماله يوم القيامة، ويُرَغِّبه بأنّ الصلوات الخمس كفارةٌ لما بينهنّ إذا تجنّب الإنسان فعل الكبائر، فهذا كلّه يدفعه إلى الحفاظ على الصلاة ويشجعه على الالتزام بها.
  • إخباره بما يترتب من وعيد شديد على تارك الصلاة، ومن ذلك فإنّ العلماء لا زالوا مختلفين في كفره وردته.
  • تذكيره بالموت ولقاء الله جل جلاله وحالته في القبر، وإخباره عمّا يحدث لتارك الصلاة من سوء الخاتمة ومن عذاب القبر.
  • إيضاح خطورة تأخير الصلاة أمامه، فإنّ ذلك يُعدّ كبيرةً من الكبائر، قال تعالى في القرآن الكريم (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ).
  • تقديم بعض الهدايا له، كالكُتيّبات والأشرطة التي تتحدث عن الصلاة وأهميّتها، وعقوبة تاركها والمتهاون المقصّر فيها.
شارك المقالة:
44 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook