كيفية التحول من الصفر إلى المليارديرية
ستة دروس واقعية يرويها أصحابها عن كيفية التحول إلى الثراء
• تَعَلَم كيف تجمع أول مليون جنيه استرليني عبر تجارب حقيقية..!!
• من يريد النجاح لا يستمع لنصيحة محاسبه أو مدير مصرف أو رجل أعمال فاشل
• جيني ايرفاين من بائعة بيض من مطبخ المنزل إلى رئيسة شركة أغذية كبرى
• عدم خشية الفشل سبب رئيسي في النجاح والقراءة شيء وخوض التجربة شيء آخر
• النجاح لا يتطلب منك ان تكون خبيراً في الأعمال التجارية لكنه يقتضي الأمانة والاستقامة
كيف تجمع أول مليون جنيه استرليني؟ سؤال يبدو غير مستساغ للبعض ممن يراوحون في اماكنهم ويرون في تحقيقه ضرباً من المستحيلات، اذ كيف يمكن لإنسان لا يملك شيئاً ويصبح مليونيراً. وعلى الطرف الاخر، قد يكون هذا السؤال -بالنسبة لهؤلاء الذين ذاقوا طعم الملاين وخبروا كيف هي الحياة في ظل وجودها في خزائنهم – له شجونه وذكرياته وبمثابة العودة للخطوة الاولى التي قادتهم الى النجاح.
الكثيرون ممن يلجون سوق الاعمال والمال ينتهي الامر بهم الى الفشل والنكوص الى ما انطلقوا منه.لذا ان المفاضلة تكون دائما لصالح الدخل الثابت رغم هموم الوظيفة التي لا تخفى على احد.. وفي هذا الموضوع سنتعرف على ست قصص لستة أشخاص انطلق أصحابها من الصفر الى المليارديرية وها هم الآن من المشاهير على مستوى العالم بلوغ، وسيروون كيف استطاعوا ناصية الثراء.
توني ماسكولا:
يبلغ توني ماسكولا من العمر (66) سنة واشترك في تأسيس سلسلة محلات توني & جاي. والاسم الحقيقي لتوني ماسكولا هو.جوسيب،وقد وصل الى انجلترا من بلده الأصلي ايطاليا وهو في سن الرابعة عشرة سنة. كان والده حلاقا في مدينة سكافاتي القريبة من نابولي وعلى ما يبدو انه كان قد اتخذ قراره بأن لندن الخمسينيات قد تكون المكان الافضل لطموحاته وموهبته التي اخذت تتفتح في ذلك الحين.
وفي ايطاليا. كان جوسيب ذلك الفتى المتألق بدراسته الاكاديمية قد انخرط في التأهل ليصبح محاميا غير ان معاناته من عدم قدرته على التحدث باللغة الانجليزية جعلته يترك الدراسة في سن الخامسة عشرة ويتحول للعمل مع والده في مايفير. ولأنه ممن يملكون طموحات كبيرة ترك العمل مع والده واتجه للعمل مع العديد من صالونات الحلاقة قبل ان يحصل على الفرصة في تأجير محل في كلابهام ليعمل سويا مع أخيه جيتانو . لقد اطلق على مشروعهما البسيط توني و جاي . وربما كانت تلك البداية الاولى للانطلاق في عالم التجارة والعمل.
ومع وجود اخوانهما الثلاثة ووالدهما استطاعوا ان يتوسعوا في مجال عملهم وبناء سلسلة من صالونات الحلاقة حيث كانوا يضعون هدفا محددا نصب اعينهم وهو ان يكونوا الافضل في المنطقة التي يفتتحون فيها فرعا وان يخلقوا سمعة جيدة لهم من خلال الابداع والريادة في تقديم افضل قصات الشعر للزبائن. وبعد ان اقدما على فتح مدرسة خاصة لتعليم الحلاقة منحوا حق تأسيس شركة عرفت بمجموعة محلات توني & جاي. كما اصبحت المدرسة تزود صالونات الحلاقة المحلية بالخريجين المؤهلين في فن تسريحات الشعر.
وحسب احصائيات الشركة فإن هناك حاليا حوالي 400 صالون حلاقة في مختلف انحاء العالم فضلا عن 28 أكاديمية وتشكيلة واسعة من المنتجات التي تحمل اسم توني & جاي . اما ثروة توني فتقدر حاليا بأكثر من 200 مليون جنيه استرليني.
رؤية توني ماسكولا
الحكمة التي يقتنع بها توني هي ان العالم أن يتغير لذا فمن المفروغ منه ان على الانسان يتغير ايضا في ظل هذا الحراك الطبيعي. واذا لم يقدم الانسان على مثل هذا التغيير فإنه حتما سيفشل.ولابد ان يبقي الانسان في ذهنه وفي معظم الاوقات المشهد العملي بأكمله.
جيني ايرفاين
جيني ايرفاين تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما وعنوانها الوظيفي رئيسة شركة عملاقة في عالم تموين الاغذية الصحية. تربت وترعرعت في حقل زراعي في ايرلندا وبلغ الحال بوالديها اللذين اكملا دراستهما الاكاديمية ان يحققا الاكتفاء الذاتي والذي جَيَرَ لـ جيني روحيا ونفسيا للانخراط في مجال خدمات الاطعمة والاغذية ومن ثم تطلعها للابداع في هذا الاختصاص الذي وجدت انه يقدم خدمة للناس.
بدأت جيني ايرفاين بتجارتها وهي في سن الثامنة واخذت تبيع البيض – الذي تنتجه من الدجاج الذي كانت تربيه بنفسها – الى المطاعم القريبة من محل سكناهم. ومن ثم اتجهت لتدرس اقتصاديات تسويق الاغذية في إحدى الجامعات وهو الامر الذي أهلها للعمل في ادارة عدد من شركات الاغذية. غير ان العمل مع الاخرين جعلها تشعر بخيبة امل وهو الامر الذي دفعها نحو البدء بعملها المستقل حيث أطلقت مشروعها – من مطبخها في عام 2003 – الذي حمل عنوان: المجموعة النقية او الوجبة النقية، وهي عبارة عن وجبات متكاملة يتم اعدادها وفق معطيات دقيقة لتساعد الزبائن في الحصول على الاغذية التي تلبي الاهداف الصحية ومن ثم ايصالها الى باب منزل الزبون. والغريب في الامر ان جيني بدأت عملها مع عشرة زبائن فقط (ومن بينهم بعض المشاهير) فيما وضعت، على قائمة الانتظار، آخرين ارادوا الحصول على الوجبات.
واساس في الفكرة انها لاحظت وجود فراغ في السوق في مجال الاطعمة والاغذية الصحية وهو ما جعل الطلب يتزايد عليها.وعندما اصبحت جيني مهيأة لتوسيع مشروعها حرصت على ان ترفع من رأس مالها وذلك من خلال الطلب من الزبائن ان يدفعوا عن وجباتهم مقدما ولمدد تتراوح بين الشهر والثلاثة اشهر. وفي الوقت الحالي لدى جنيفر اكثر من الفي زبون ويقدر دخلها السنوي باكثر من مليون ونصف المليون جنيه استرليني.
رؤية جيني ايرفاين
ترى جيني ايرفاين انه اذا لم تكن تمتلك الامانة والاستقامة في عملك فإنك ستسقط في اول عقبة تواجهك. لذا فإن اي مؤسسة اذا لم تكن امينة في عملها فإنها لن تستطيع ان تجتاز الصعاب.
ديم ميري بيركنس
عاشت ميري بيركنس في منزل تعود ملكيته للمجلس البلدي في مدينة بريستول. ولان والدها كان رجلا في الخدمة السرية فقد تلقى تدريبات ميدانية في التعقب السريع و ذلك من اجل ان يملأ الفراغ الذي حصل بعد الحرب العالمية في مجال الاشخاص المتخصصين في المناظير الأمر الذي اهله في النهاية ان يفتح المشغل الخاص به لفحص النظر. ولأجل ان تسير على خطى ابيها درست ماري علوم فحص البصر في جامعة كارديف حيث التقت هناك زوجها دوغلاس بيكنس.ويبدو ان هذه العلاقة الزوجية اثمرت عن شيء كبير وهو افتتاح المشروع الحلم في هذا المجال.وفي عام 1967 افتتحا الشركة الخاصة بهما والتي حملت اسم بيبنجتون & بيركنس وتواصل العمل تدريجيا الى ان اصبحت لديهم سلسلة من حوالي 23 فرع في ويست كونتري.
وقد اصبح النجاح حليفهما مما جعلهما يفكران في استثمار الارباح المتحققة من تجارتهما في مجال استثماري آخر وذلك من اجل تجنب الضرائب السارية في ذلك الحين. وفي عام 1980 اقدم الزوجان على بيع سلسة محلات فحص البصر الى دولاند & ايتشيسون مقابل حوالي مليوني جنيه استرليني وانتقلا الى جيورنسي لاسباب عائلية وليس تهربا من الضرائب!! وبعد اربع سنوات انطلقا في مشروع مشترك بينهما من جهة وأصحاب محلات البصريات كل على حدة من الجهة الاخرى. ومن خلال العمل الجديد قاما بتقديم الخدمات الساندة في مجال عالم البصريات كأن يكون التسويق والمشتريات والاعمال الحسابية التي تخص العمل او التخزين للمنتجات في الوقت الذي يقوم به اخصائيو البصريات بإدارة محلاتهم.
والمعروف ان بعض الضوابط قد تم تخفيفها قليلا في ذلك الوقت مما اتاح الفرصة امام المتخصصين في مجال البصريات في الاعلان وهو ما ادى الى انطلاق هذه التجارة الجديدة بقوة. وتمتلك ديم ميري حاليا حوالي 600 منفذ في المملكة المتحدة فضلا عن التوسع الحاصل على الصعيد العالمي وبعائد مالي قيمته التقديرية تصل الى 500 مليون جنيه استرليني.
رؤية ديم ميري بيركنس
لقد علمني والدي أن أعمل من أجل الحياة وألا أتوقع ان يسلمني أحد شيئاً على طبق. لذلك أدركت ان الضمانة المالية لن تأتي بالصدفة او تسقط من الشجرة لانها حينئذ ستصبح قضية كسب غير مشروع.والامر يحتاج الى من يريد الانطلاق ليس إلا.
بن وي
واحد من أصغر اصحاب الملايين في بريطانيا الذي صنع نفسه بنفسه وأصبح أول راع للشركات الاجتماعية في المملكة المتحدة. بن وي ، الذي يبلغ من العمر الآن 28 عاما بدأ أول أعماله التجارية عندما كان عمره 15 عاما. وفي الحقيقة يعتبر أصغر مدير شركة في المملكة المتحدة. ثم أصبح أول مليونير (دوت كم) وأسس حوالي 23 مشروعا. وعندما كان بن وي طفلا تعلق بالآلات والمكائن، كما انه من المولعين بتطبيق أفكاره بحيث أن والديه طلبا من المجلس المحلي ان يعطوه لاب توب من الجيل القديم ليساعده في الاعمال الكتابية وتطبيق أفكاره. لذلك كان بن وي صاحب السبق عندما بدأت كمبيوترات المنازل تنطلق الى الناس وبدأ بتقاضي عشرة جنيهات استرلينية لكل ساعة يقدمها كأستشارة لمن يطلب المساعدة. وفي النهاية اصبح المبلغ الذي يدخله سنويا حوالي 20 ألف جنيه استرليني وهو مايزال طالبا في المدرسة. وبعد ثلاث سنوات من النجاحات المتلاحقة والربح المادي ترك المدرسة واتجه للعمل فقط واصبح مليونيرا وهو في سن السادسة عشر. وقد ادى ذلك الى تسليط الاضواء عليه من قبل وسائل الاعلام والذي دفع بمجموعة المستثمرين في تشانيل ايلاندس بالتعاقد معه وتخصيص راتب خيالي ومن ثم اعطائه حصة تصل الى عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية. وكانت اسوأ أيامه عندما فَقَدَ كل تلك هذه الامتيازات بعد انهيار المشروع الوهمي الذي اشترك فيه، غير انه أعاد الكرة من جديد وبدأ بتأسيس شركة تُعرَف بـ (رينميكرس) والتي تتعاطى أفكارها مع المنتجات التي تستند على المعلومات. وقد ظهر من جديد كرجل اعمال ناجح في الحلقة الاولى التي قدمتها القناة البريطانية الرابعة وحملت عنوان المليونير السري . ويعد بن وي واحداً من القلائل الذين أبدعوا في مجال التكنولوجيا البيئية والمشاريع الخضراء.
رؤية بن وي
ان العمل أسهل بكثير مما يتصور الناس. وفي الغالب ان اي عمل يخص البشر. واذا تفهمنا البشر نستطيع ان نجد الاعمال التجارية التي تتناسب وتوجهاتهم. وعلى الانسان ألا يخشى الفشل. وحتى لو فشلت فإنك سوف تتعلم الكثير في غضون الفترة التي ادرت بها العمل وعلى نحو تشعر فيه ان القراءة شيء وخوض التجربة العملية شيء آخر.
دومنيك مكفي
يبلغ دومنيك مكفي من العمر ثلاثة وعشرين سنة ويعمل مديرا لشركة كبرى لتوزيع مواد التجميل. ترعرع دومنيك مكفي في داخل اسرة غير اعتيادية في شرق لندن. كان والده موسيقيا ومدير فرقة شكسبير المسرحية الملكية ووالدته عارضة ازياء سابقة غير انه لم يكن يملك سوى كشك صغير في السوق القريب من ريتشارد برانسن. وقد بدأ الدخول في عالم التجارة وهو مازال في سن الثامنة حيث أخذ يشتري البضائع الالكترونية من اليابان في ايام الاجازات عندما يكون بصحبة والده ويبيعها الى اصدقائه في المدرسة. وعندما صار عمره ثلاثة عشرة سنة اسس موقعاً الكترونياً بواسطة الأرباح التي كان يحققها من خلال الحفلات التي نظمها في المدرسة، وفي الحقيقة كانت تلك بداية عمله التجاري حيث أخذ يبيع السكوترات التي تعمل على الوقود. ولأنه من الذين يحبون البحث والأفكار الجديدة فقد اقترح تقديم سكوتر صغير جدا وقابل للطي لإحدى الشركات المصنعة الاجنبية. وقد استطاع ان يبيع منه حوالي 11 مليون قطعة وهو الأمر الذي جعله يحقق عائدا ماليا بلغ حوالي 7 مليون جنيه استرليني.
وقادته النتيجة الى الشهرة التي جعلت من الاخرين يقدمون على التعاقد معه مقابل تقديم خدمات استشارية من اجل ان يقيموا اعمالا تجارية. وبمقدار ما كان غنيا كان ما يزاال شابا يافعا وهو الامر الذي جعله ينطلق نحو الاستثمار في مجالات كان لا يعرف عنها شيئاً والتي ثبت أنها مجالات غالية من حيث التعامل المادي. وفي الوقت الحالي يدير شركة لتوزيع مواد التجميل (كوسماجنكس) فضلا عن انه لا يخفي بأن لديه طموحات سياسية.
رؤية دومنيك مكفي
اذا كنت من الاشخاص المخترعين فيجب عليك ان تبدأ مع الاساسيات والافكار الاكثر وضوحا حتى لو كان الناس يعتقدون انك شخص احمق. ويذكر انه عندما نزل الشخص الذي اخترع العجلة الى الشارع اخذ كل شخص يقول بانها لن تعمل ابدأ.
اندرو رينولدس
يبلغ أندرو رينولدس من العمر واحد وخمسين سنة ويعمل مديرا لشركة متخصصة بأشرطة دي في دي . ترعرع اندرو رينولدس في منزل عبارة عن كارفان ومن ثم تدرجت العائلة الى بيت متواضع غير ان الحياة كانت بمثابة كفاح بالنسبة لوالده الذي كان يعمل كمندوب تأمين ينجز أعماله في الاماكن التي يتواجد فيها الزبائن، ومن ثم تحول الى بائع خردوات يعمل لحسابه الخاص.
تخرج اندرو رينولدس من المدرسة واتجه الى دراسة دبلوم الاعمال. بعدها نفذ سلسلة من المشاريع والأعمال لكنها لم تنجز بشكل نهائي الى ان شارك وهو في سن الاربعين بحضور محاضرة تحفيزية في لاس فيغاس ألهمته احد المواضيع التي طرحت اثناء المحاضرة وكان بعنوان: (كيف تجني 30 ألف جنيه استرليني من اعمال تقوم بها وانت في المنزل). وعندما أقدم على شراء الرخصة البريطانية للفيديوات، التي كانت الشركة المعدة للمحاضرة قد انتجتها، ترك عمله السابق وبدأ يبيع المنتج من غرفة نومه الخلفية.
وكان نوع عمله التجاري يقوم على اساس انه يستنسخ المنتج عندما يكون قد حصل على حق الدفع مقدما. ومن خلال هذه الطريقة تجاوز الأخطاء التي قد يقع بها البعض حيث لا يعاني من وجود منتج فائض او مرتجع او اي شكل من اشكال التلاعب.كانت الاشرطة الفارغة تكلف اقل من جنيه استرليني وعندما يتمكن من بيع حزمة كاملة من الاشرطة تتكون من 20 شريط فيديو وتعود عليه بمردود مالي يصل الى 700 جنيه استرليني يقوم أندرو رينولدس باستثمار الأرباح في شراء المزيد من الرُخَصْ. ثم بادر الى القيام بتنظيم الحلقات الدراسية بنفسه كتلك التي اضرمت فيه شرارة البدء في عالم التجارة الناجح. وفي غضون عشر سنوات استطاع ان يكسب حوالي 30 مليون جنيه استرليني من جراء المبيعات.
رؤية اندرو رينولدس
لا ينبغي عليك ان تكون خبيراً في مجال الاعمال التجارية التي اخترت العمل فيها طالما انك لا تضع نفسك بالمكان الذي قد يتطلب منك السؤال لتقديم النصيحة.وتذكر انه لا يجب أن تأخذ النصيحة من محاسبك او مدير المصرف او رجل أعمال فاشل. ولا تتورط في النزول الى التخمينات والتخطيط.
الأحلام كبيرة والطموحات مؤجلة.. ولكن !
رحلة «الألف مليون» تبدأ بمشروع
من منا لا يحب المال؟ مَنْ من الناس لا يحلم بأن يكون من أصحاب الملايين؟ وكم من البشر يختصرون آمالهم وطموحاتهم ومقصدهم في الحياة أن يكونوا بين زمرة رجال المال والأعمال؟ صحيح.. أن الأمور نسبية، وهناك تفاوت بين أحلام الناس وترتيب أولويات طموحاتهم، دون أن ننسى أن هناك فئة منهم لا تقصد ولا تتمنى في معيشتها غير «الصحة.. والستر». عالم اليوم يوصم بالمادية. و»المال» وإن كان ضرورة، بل أهم الضرورات، يُتهم بإفساد العالم، وأنه يقف متهماً دائماً خلف صراعات البشر وإفساد كل شيء جميل في هذه الحياة، لكن.. لعالم المال والأعمال رجاله.. وشباب اليوم يتعجل ولوج هذا العالم، ويحلمون باقتحامه «بسرعة» من أوسع الأبواب. فهل يجد الشباب ضالتهم، وآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم عبر مشاريع اقتصادية واستثمارية خاصة وإن بدأوا صغاراً؟ هل يفكر كثير منهم في امتلاك مشروعاً بسيطاً يمثل أول أعتاب أحلامهم العريضة؟ أم أن هناك من يختصر أحلامه في عمل بسيط، أو وظيفة ما تؤمن له ضرورات الحياة واحتياجاتها؟ … كل هذه التساؤلات، حاولنا الإجابة عنها في تساؤل «الاتحاد»: «هل فكرت يوماً أن تمتلك مشروعاً استثمارياً؟».
يقول سعيد سالم المنصوري: «ما من شك أن كل الشباب يحلمون بأن يكون لديهم مشروع استثماري خاص، لكن نقص الإمكانات تحول دون تحقيق ذلك، لذا فإن كثيراً منهم وجد ضالته في «صندوق خليفة» الذي ساهم مساهمة ملموسة في دعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة لصغار المستثمرين ولا سيما الشباب، وقد مكنهم من إيجاد فرص عمل حقيقية ولبى طموحاتهم في مجال المال والأعمال، وهناك أصدقاء كثيرون استفادوا من دعم الصندوق الذي أسهم أيضاً في تدريبهم وتأهيلهم، وأصبحوا قادرين على إدارة مشاريعهم بأنفسهم، ونجحوا في مجال المنافسة من خلال الاعتماد مثلاً على الصناعات اليدوية والحرفية والتراثية التي تحظى بإقبال كبير ولا سيما من قبل المقيمين بالدولة».
ويضيف محمد حسن الحوسني: «لقد فكرت في ذلك بالتأكيد، وأنتظر الوقت المناسب، وطموحات الشباب وصغار المستثمرين تبدأ من تشجيع الصناعات المحلية البسيطة التي دعمها كثيراً «صندوق خليفة»، وهناك أصدقاء استفادوا منه في مشاريع حرفية تقليدية، أو مهن معينة تحتاجها المنطقة التي يعيشون فيها، وهناك صديق على سبيل المثال بدأ حياته بافتتاح «محل للحلاقة» في أبوظبي، وحظي بدعم الصندوق وحقق منه عائداً مادياً جيداً، فمن الأهمية أن يطلع الشباب على احتياجات السوق، والجدوى الاقتصادية من أي مشروع، وعدم الخوف أو التردد، وأن يولي أي عمل الاهتمام الكافي من الرعاية والدراسة، فالمشروعات الصغيرة مهما كانت لها دورها في التنمية، وفي المجتمع وتقدم خدمات مطلوبة، وكل رجل أعمال بدأ صغيراً وكبرت معه أحلامه وطموحاته، وأنا من جانبي أشجع الشباب على هذا النشاط، وأن يبدأ كل شاب بنفسه، وهذا له مردود إيجابي كبير على تنمية الموارد وتنمية المجتمع في النهاية».
سيدات الأعمال
أما شمة المحيربي التي قررت أن تدخل عالم المال والأعمال من خلال تجارة وتسويق التمور، وتقول:» المرأة الإماراتية لا تقل كفاءة عن الرجل، وهناك سيدات نجحن إلى حد كبير، فبالرغم من كوني أعمل مدرسة، إلا أنني قررت أن أخوض التجربة بتجارة التمور. فالمنطقة الغربية غنية بإنتاجها التمور لوجود مزارع شاسعة من النخيل بها، ورغم أنني لا أمتلك مزارع نخيل، لكنني أعتمد على مزارع أهلي التي تحتوي أكثر من 700 نخلة وتنتج أجود أنواع التمور، ومن ثم اكتسبت الخبرة اللازمة في تسويق التمور في المعارض، أو في الأسواق من خلال منافذ عديدة، والحمد لله أحقق عائداً مادياً جيداً». وتضيف المحيربي: «أشجع ربات البيوت، والشباب، وصغار المستثمرين نحو الإقبال على الأنشطة التي تعتمد على موارد محلية، أو تراثية، لأن هذا له مردود جيد من حيث تحسين الدخل، وتشجيع الصناعات والمنتجات المحلية مثل العطور، والصابون، والدخون، والقهوة، ومشغولات النخيل، والمفارش وغير ذلك من الصناعات اليدوية التقليدية». وتكمل أم أحمد المنصوري «ربة منزل»: «من لا يود أن يمتلك مصدراً خاصاً للدخل، لقد فكرت كثيراً، ولم أود الاعتماد على القروض حتى لا تثقل كاهل أسرتي، وفتحت البيت العربي للقهوة في أبوظبي ونجح نجاحاً كبيراً والحمد لله، كذلك دخلت مجال تسويق التمور من منتج مزارع الأسرة من خلال المراكز التابعة للبلدية أو الأسواق المحلية، فلا توجد أسرة تستغني عن التمور في موائدها، كذلك أنوي إنشاء مطعم للأكلات الشعبية بالاشتراك مع مشروع «مبدعة» وهذا المشروع يمكن أن يمد الأسر والاحتفالات والمناسبات بأكلات شعبية إماراتية وحلويات تقليدية مثل القيمات، والخبيص، والعصيد، والثريد والبثيثة، والأكلات العربية الأخرى الشهيرة مثل الأكلات المصرية، كالكشري، والملوخية، والمحاشي، والأكلات الشامية واللبنانية والخليجية المتعددة، فقد درست السوق جيداً ولمست حاجة المستهلك إلى مثل هذه النوعية من المطاعم التي تقدم هذه الأصناف». وتضيف المنصوري: «المرأة لا تقل كفاءة في إدارة المشروعات الاقتصادية عن الرجل، وهناك سيدات إماراتيات نجحن في ذلك، وحققن نتائج ملموسة وإن كنت على مشارف العقد السابع إلا أنني لا أتوقف عن التفكير في الاستثمار والربح ما دام بالطرق الحلال والمشروعة، وأدعو وأشجع الشباب من الجنسين في خوض غمار عالم المال والأعمال، فالحياة في هذه الأيام تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد، وتحسين مستوى المعيشة يتطلب مضاعفة الجهد، وعدم الارتكان لما هو متاح، فالرزق يأتي لمن يسعى إليه».
الوظيفة لا تكفي
من جانب آخر يرى محمد سعيد المزروعي «موظف بديوان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية»: «أن الوقت لم يعد مناسباً للاعتماد على مرتب الوظيفة، ومن ينقصه إمكانات التمويل، فصندوق خليفة يسهم في دعم وتطوير المشروعات التنموية التي تنعكس آثارها الإيجابية على تنمية المنطقة الغربية وعلى المجتمع الإماراتي بشكل عام. إن المواطن البسيط، ومحدودي الدخل، وربات البيوت سيجدون أمامهم فرصاً عديدة للعمل والإنتاج، وهناك كثيرون ممن أعرفهم قد استفادوا من الصندوق وعرفوا طريق الاستثمار والمال والأعمال بشكل جيد، وبدأوا صغاراً وهم الآن في أوضاع مالية واجتماعية واقتصادية جيدة، وأشجع كل الشباب الإماراتي على عدم التردد في استثمار الوقت والجهد والمال في مثل هذه الأعمال أو هذا النشاط». كما يؤكد عبدالله هادف سالم «سكرتير رئيس نيابة»: «أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية يجب أن لا توكل إلى الحكومة فقط، وإنما هناك دور شعبي ومشاركة تتمثل في إسهام المواطنين في هذه التنمية من خلال نشاطهم اليومي، وتنمية مواردهم بما يعود في النهاية بالخير والفائدة الإيجابية على الدخل اليومي للفرد، ومن ثم يؤدي ذلك إلى رفع مستوى المعيشة، وإسهام الشباب في التنمية قد يبدأ بخطوة مهما كانت بسيطة ولعل دعم «صندوق خليفة» لمشروعات الشباب أو لكبار السن والمتقاعدين أو لربات البيوت سيساعد كما ساعد كثيرين في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المرجوة».
الرزق في التجارة
يضيف أيضاً مبارك محمد المنصوري «موظف بهيئة البيئة»: « يجب على الشباب أو الموظفين عدم الاعتماد فقط على رواتب الحكومة، فإن ثلاثة أرباع الرزق في التجارة وهناك موارد ومصادر محلية غنية يمكن الاستفادة منها، ولا سيما في مجال البيئة والتراث، والمواد الخام والأولية المتاحة والاستفادة من دعم «صندوق خليفة» في البداية وفي دراسات التسويق والعرض والإدارة». كذلك يؤيده العمر سالم المنهالي «موظف» مشروعات الشباب وتشجيع الشباب على بداية العمل والاعتماد على دعم صندوق خليفة والإقبال على المشاريع التي تعتمد على الموارد المحلية، والاستفادة من خبرات الكبار في عالم المال والأعمال، وعليهم أن يتيقنوا الحقيقة التي تقول: «رحلة الألف ميل.. تبدأ بخطوة» ولعل هذه الخطوة «مشروع» صغير يمثل لهم نقطة تحول في حياتهم، ويسهم إسهاماً كبيراً في تنمية الدخل والعائد الاقتصادي للفرد وللأسرة وللمجتمع».