للوالدين على أبنائهما حقوق كثيرة وعديدة لا حصر لها، فالوالدان هما أعظم شخصين عرفهما الإنسان في حياته؛ وذلك بسبب الحُبّ غير المشروط الذي يُكِنَّانه لأبنائهما، والعطاء الذي بذلانه في سبيل توفير كافة المتطلبات الحياتيّة الرئيسيّة لهم، فمن أجل هذا البذل والحبّ وجبت العديد من الحقوق لهما، والتي ينبغي على الأبناء مراعاتها وجعلها على قائمة الأولويات، ومن أبسط حقوق الوالدين على الأبناء معاملتهما بالأسلوب الحسن إذا ما أصيب أحدهما بعجز ما في أي مرحلة من مراحل حياتهما، وفيما يأتي تفصيل ذلك.
تضمّ كلمة العجز العديد من الحالات المختلفة التي قد تصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحله العمريّة ولكنها تصيب كبار السن أكثر من غيرهم، ومن أبرز هذه الحالات فقدان البصر جزئياً أو كليَّاً، أو فقدان القدرة على الحركة، أو فقدان القدرة على تحريك أحد الأطراف، أو صعوبة النطق، أو تعطّل أحد الأعضاء الداخليّة نتيجة لمرض معين، أو فقدان الذاكرة، فضلاً عن العديد من الحالات الأخرى، وقد تصيب الآباء حالة عجز وبما أنّ الأبناء هم أقرب الناس إليهم، فقد كان لزاماً عليهم مراعاة آبائهم العاجزين، والجلوس إلى جوارهم، وتوفير كافة مستلزمات الراحة لهم، ولعلَّ أهم ما يحتاج إليه الآباء إذا ما أُصيبوا بحالة معيّنة من حالات العجز هي الكلمة الطيّبة التي تُخفِّف عنهم وطأة ما هم فيه، وتشدُّ من أزرهم؛ فلا يجوز على الأبناء أن يهدموا معنويات آبائهم، أو أن يدفعوهم إلى اليأس والإحباط؛ كأن يتأففوا في وجوههم، أو أن يصرخوا فيهم، أو أن يظهروا اشمئزازهم من تصرفاتهم، فمثل هذه الأعمال تنافي الأخلاق الرفيعة، وتعتبر ضرباً من ضروب التنكٌّر للوالدين العاجزين، ولأفضالهما التي لا حصر لها.