من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للميت، ما يلي:
يعدّ الدّعاء للميت بعد أن يتمّ دفنه، واستغفار الله عزّ وجلّ له، والسّؤال له بأن يرزقه الله التثبيت عند السّؤال، هو أمر مشروع، وذلك للحديث الذي أخرجه أبو داود، عن عثمان رضي الله عنه قال:" كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إذا فَرَغَ من دَفْنِ الميتِ، وقف عليه فقال: استَغْفِرُوا لِأَخِيكُم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنّه الآنَ يُسْأَلُ ". وذكر ابن القيم:" أنّه كان من هدي النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - القيام على القبر هو وأصحابه ويسأل الله التثبيت للميّت، ويأمرهم أن يسألوا له التثبيت ".
وقد ذكر ابن تيمية أنّ الله تعالى نهى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - عن الصّلاة على المنافقين، أو القيام على قبورهم، فقال تعالى:" وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ "، وذكر أنّ مفهوم ذلك يفيد مشروعيّة الصّلاة على الميّت قبل الدّفن، والقيام على قبره بعد الدّفن.
وإنّ الدّعاء للميت بالمغفرة لهو من الأمور التي نصّ عليه أهل العلم، ووكذلك الدّعاء لأهله بالصّبر والمثوبة، وذكروا أنّ ذلك من سنّة النّبي صلّى الله عليهم وسلّم، ومنهم الشربيني في مغني المحتاج، والغمراوي في السّراج الوهّاج، والنّووي في المجموع، ولكن فعل ذلك بشكل جماعي لم يثبت عن السّلف. (1)
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ ، أَوْ بِقُدَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ " .
(1) بتصرّف عن فتوى رقم 67320/ 22-9-2005/ حكم الدعاء والاستغفار للميت قبل الدفن وبعده/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net
(2) بتصرّف عن الموسوعة الفقهية الكويتية/ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت.