عقل الإنسان هو جهاز عضوي معقد جداً، ولا يسهل حقاً السيطرة على جميع أجزائه، وقد يود الإنسان أن يستطيع السيطرة على جزءٍ ما من أجزاء العقل، وخاصةً الجزء أو الأجزاء المسؤولة عن التحكم بتصرفاته في أحد المناحي في الحياة، والجيد في ذلك أنّه بالإمكان فعل ذلك عند الالتزام ببعض الاستراتيجيّات الفعّالة والقوية المناسبة للتحكم في العقل وبالتالي في التصرّف.
وللنجاح في السيطرة على العقل فإن الطريفة الحقيقية هي في السيطرة على الأفكار الصادرة عن ذلك الجزء من العقل الذي ينوي الشخص التحكم به، ولفعل ذلك فإنّ هناك بعض طرق التفكير التي يجب الانتباه إليها عند حدوثها، وبالتالي السيطرة عليها بواسطة إحدى الحيل الفعّالة وتوجيهها بالاتجاه الذي يضمن الحصول على التصرف المناسب.
وأول هذه الحيل هي الاقتناع بفكرة القدرة على التغيير في النفس، فعندما لا يؤمن الشخص بأنه قادر على تغير نفسه فإنه لن يبذل الجهد الكافي في محاولة الحصول على التغيير الذي يريده في نفسه، بذلك فإنه من الضروري في محاولة تغيير العقل البدء بإقناع النفس بالقدرة على الحصول على النجاح الذي يريده، وعندها سيؤمن الشخص أيضاً بأنه قادر على التحكم في الأجزاء المختلفة في العقل بسبب ذلك.
ثانياً الانتباه إلى التوجّه السلبي أو الإيجابي نحو أمور ومسائل الحياة التي ينوي الشخص التصرف إزاءها، فعليه أن يكون إيجابياً في التفكيير مهما حصل، ومع بعض الاعتقادات أنه يجب على الشخص أن يكون دقيقاً في تقييم المسائل وليس منحازاً بشكلٍ إيجابي أو سلبيّ، إلا أن الدراسات أكدت أن التفكير الإيجابي يساعد أصحابه بشكلٍ أفضل في الحصول على النجاح.
ثالثاً الحذر من الانزلاق في فخ تعظيم الأمور فوق حجمها الحقيقي، وهذا يعني أيضاً عدم تعميم المواقف السلبية التي حدثت مع الشخص في الماضي على جميع الماقف المشابهة التي تحدث في الحاضر أو قد تحدث في المستقبل، وهذا يحدث لأنّ العقل يحاول إنقاذ الشخص من النتائج السلبية التي من الممكن أن تحدث له، ولكن بدلاً من ذلك يجب الإيمان بأن الشخص ليس ضحية للأحداث وللمواقف التي تحصل معه، بل هو قادر على تغيير الأمور التي تحدث بشكلٍ سيئ وتحويلها إلى ما هو جيد، وبالتالي يمكنه التغيير من السلوكيات الهدامة أو السلبية والانسحابية إلى سلوكيات تساعد في الحصول على ما هو أفضل.