اضطراب الهلع أو الفزع هو اضطرابٌ نفسيٌّ صعبٌ يصيب الأشخاص، ويكون على شكل خوفٍ شديدٍ؛ حيث يُصاب الشّخص بنوباتٍ مفاجئةٍ غير مرتبطةٍ بسببٍ مباشرٍ، حتّى المريض نفسه يجهل سببها، ومع الوقت يصبح قلقاً وخائفاً طوال الوقت، فلا يسيطر على القلق الذي يُصبح عادةً، ليس لها أيّ سببٍ منطقيٍّ، فثؤثّر على أدائه اليوميّ، وتعيق حياته، وتعكّر صفوها.
سبب اضطراب نوبات الهلع ما يزال غير معروفٍ، ولكنّ العوامل الآتية قد تلعب دوراً في حدوثه، ومنها:
توجد أعراض نفسيّة لنوبات الهلع، مثل: سيطرة الخوف والأفكار المزعجة على المريض، بالإضافة إلى الأعراض الجسديّة أو العضويّة التي قد تظهر عليه أيضاً، ومنها:
يتعرّض الشّخص أحياناً إلى نوباتٍ شبيهةٍ بنوبات الهلع؛ ممّا يدعو إلى ضرورة التأكّد من مراجعة طبيبٍ مختصٍّ؛ لفحص المريض، وتشخيصه التّشخيص السليم للحالة، والتّمييز بين النوبة التي سببها اضطرابٌ ما، وتلك الّتي لها مسبّباتٌ أخرى، مثل: النوبات التي قد تنتج عن مشكلاتٍ في هرمونات الغدّة الدرقيّة، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو بسبب الإصابة بمرض الصرع، فتحدث نوباتٌ لكنّها لا تُعدّ اضطراباً بحدّ ذاته بل عارضاً لمرض ما.
هناك العديد من أنواع العلاجات التي قد تُستخدَم جميعها أو بعضها لعلاج نوبات الهلع، ومنها:
توجد عدّة وسائل وأنواعٍ يمكن استخدامها في العلاج النفسيّ، مثل:
يدمج العلاج السلوكيّ المعرفيّ بين العلاج المعرفيّ الذي يُعنى بتعديل الأنماط الفكريّة التي تسبّب نوبات الهلع وتغييرها، والعلاج السلوكيّ المعنيّ بسلوكات المريض أثناء النوبة، وكيف يتحكّم بها ويحسّنها؛ حيث يعاني المريض في مثل هذه الأمراض من تشوّهاتٍ في أفكاره تسبّب له كلّ ما يشعر به من معاناةٍ، فيتعاون المعالج والمريض في جلساتٍ فرديّةٍ على تعديل هذه الأفكار، والسيطرة على النفس عن طريق نموذجٍ سلوكيٍّ معرفيٍّ يتّبعه المريض، ويستطيع من خلاله فهم ما يعانيه بطريقةٍ صحيحةٍ، وأنّ النّوبة مثلاً هي نوبةُ هلعٍ بسيطةٌ وليست أعراض نوبةٍ قلبيّةٍ، وأنّها ستمضي وسيكون بخير، فيسيطر على قلقه، ويقلّل من شدّته، وبذلك يقلّ تأثير نوبات الهلع عليه، ويتخلّص تدريجيّاً منها بالاستمرار على العلاج والمتابعة المستمرّة، والفرق بين هذا العلاج والعلاج النفسيّ أنّه يُعنى بالحاضر فقط، ولا يحلّل ماضي المريض أو أحداث حياته، بل يركّز على الاضطراب مباشرةً، ولكنّه يستخدم أيضاً أساليب الاسترخاء والتنفّس؛ لتهدئة المريض.
يُستخدَم العلاج الدوائيّ عن طريق وصفاتٍ طبيّةٍ؛ ولكن قد يدمن المريض هذه الأدويةَ، ولهذا يجب التّعامل معها بحذرٍ مُطلقٍ، وتختلف الوصفات حسب حالة كلّ مريضٍ، فتُصرف في العادة مضادّات الاكتئاب مثلاً للمساعدة على تخفيف حدّة نوبة الهلع؛ حيث تضبط هذه الأدوية عمل الجهاز العصبيّ، وتخفّف الانفعال، كما تُستخدَم أحياناً المهدّئات وبعض الأدوية الخاصّة التي تُصرَف لاضطراب الهلع.
رغم أنّ اضطراب نوبات الهلع قد يحتاج مساعدةَ مختصٍّ كي لا تشتدّ الحالة وتصعب السّيطرة عليها، إلّا أنّ هناك مجموعة إرشاداتٍ يستطيع الشخص تجاوز النوبات عن طريقها في الحالات البسيطة، ومنها: