يعتبر المقام هو السُلم الموسيقي المؤلف من الدرجات الموسيقيّة، والمعروفة ب دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي، دو، أو هو القاعدة التي تؤلف على أساسها الألحان، وتشكلها سبعة أصوات موسيقيّة مُتتابعة؛ بالإضافة إلى الصوت الثامن وهو تكرار للصوت الأول، ويُسمى موسيقيّاً بالجواب، أو السُلم الموسيقي، وللمقام نوعان هما: شرقي ويُسمى (راست)، وغربي أو عالمي ويُسمى (دو ماجور)، ويتميز كلّ مقام ببناء مُعين يختلف عن المقامات الأُخرى، وهناك المقام الشرقي التي يستمد أصوله من وحي موسيقى شعوب الشرق؛ كمقام النهاوند الذي سُنقدم شرحاً له في هذا المقال.
يعدّ مقام النهاوند من المقامات العربيّة الشرقيّة الأصيلة التي تتميز بطابعها الموسيقي الخاص والشجي، وسُمي مقام النهاوند بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نهاوند الإيرانيّة، ويصلح النهاوند لكلّ أشكال التأليف الموسيقي؛ أي أنّه يصلح لجنسين من الموسيقى الحزينة والمرحة، ويرتكز المقام على درجة الرست في التوزيع الموسيقي الفارسي أو الإيراني، وهي أصغر الدرجات الموسيقيّة، وهذه الدرجة تُقابل دو في السلم الموسيقي العالميّ.
لمقام النهاوند جنسان بينهما بُعد فاصل أو مسافة فاصلة؛ الأول يضم الدرجات الموسيقيّة على درجة الرست (الأصل)؛ دو ري مي فا، ويضم الجنس الآخر صول لا سي دو على جنس الفرع أو الحجاز، ويبدأ بالنوا، وهذه الدرجات وفق التقسيمة الفارسيّة رست، دوكاه، كرد، جهار كاه، ونوا، وحصار، وماهور، وكردان.
يبدأ العازف بالعزف على النوتة الأولى دو ونسميها درجة الركوز، أو القاعدة الثابتة التي يجب أن يتقنها، وإذا ما رافقه الغناء يجب أن يتمتع المغني أيضاً بالثبوت ذاته على هذه الدرجة، وكثيراً ما يُحدد ضبط أصول المقام في الغناء قدرة الفنان من عدمها.
يبدأ العازف العزف على مقام النهاوند بجنس الأصل صعوداً؛ ليكون اللحن: دو ري مي فا، ثمّ نزولاً بالعكس: مي ري دو سي دو؛ وتكون النغمة المُميزة نوتة مي؛ لتمتعها بعلامة الخفض بيمول (b) التي تخفض في عزفها نصف بُعد، ثمّ يبدأ بجنس الفرع الحجاز أو النوا صعوداً: صول، لا، سي، دو، ويكون التركيز على إعلاء نوتة (سي) على باقي الرتم الموسيقيّ التي أتت عليه باقي النوتات؛ وذلك لتمتعها بدرجة (دييز)، وإشارتها (#) ضمن اللغة الموسيقيّة، وتعني زيادة صوتيّة في المسافة المخصصة لها بنصف بُعد، ثمّ نزولاً أو رجوعاً؛ دو سي لا صول.