يعدّ التهاب الكبد الفيروسي سي (بالإنجليزية: Hepatitis C) أو التهاب الكبد الفيروسي ج التهابًا يصيب الكبد، بحيث يغزو الفيروس خلايا الكبد الأمر الذي يسبب انتفاخًا وخللاً وظيفيًّا، وفي الواقع توجد عدة سلالات من التهاب الكبد الفيروسي، من أكثرها شيوعًا هي فيروس أ، وفيروس ب، وفيروس ج، وقد يُصاب الأشخاص بالتهاب الكبد الفيروسي دون إدراكهم ذلك إلى أن يعانوا من تلف الكبد، وقد يستغرق هذا سنوات عدة، وعلى الرغم من أنّ بعض الأشخاص يصابون بالتهاب الكبد الفيروسي لمدة قصيرة ومن ثم تتحسن صحتهم بما يُعرف بالتهاب الكبد الفيروسي ج الحاد (بالإنجليزية: Acute Hepatitis C)، إلّا أنّ الفيروس يستمر بالتطور لدى معظم الأشخاص المصابين بالعدوى ليُسبّب التهاب الكبد الفيروسي ج المزمن (بالإنجليزية: Long-Term Or Chronic Hepatitis C)، ومع أنّ التهاب الكبد الفيروسي ج قد يكون خطِرًا جدًا إلّا أنّ معظم الأشخاص يتمكنون من مواجهة المرض والتمتع بحياة كاملة ونشطة.
ولمعرفة المزيد عن التهاب الكبد الوبائي C يمكن قراءة المقال الآتي: (التهاب الكبد c).
ينتقل فيروس التهاب الكبد ج عبر الدم، حيث يتواجد الفيروس في دم المصاب وينتقل عبر الاتصال المباشر بين دم الشخص المصاب والآخرين، إذ يمكن أن يتم ذلك عن طريق ملامسة دم الآخرين من خلال وخز إبرة، أو خلال جرح في الجلد، أو جرح في الأغشية المخاطية؛ وهي البطانة الرطبة الرقيقة من أجزاء الجسم مثل: الأنف، والفم، والحلق، والأعضاء التناسلية. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الفيروس لا ينتقل عن طريق السعال أو العطس أو مشاركة أدوات تناول الطعام، كما أنَّه من غير اللازم إبعاد المصابين به عن العمل أو المدرسة أو أي نشاط اجتماعي آخر بسبب إصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي ج، أمّا حال ممارسة العلاقة الجنسية فإنّ ذلك يجب أن يكون بصورة آمنة عن طريق استخدام الواقي الذكري، مع التأكيد على عدم ممارستها في حال كانت حالة الشريك الصحية غير مؤكدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأشخاص المصابين بالتهاب كبد فيروسي ج الحاد يمكنهم نقل العدوى للآخرين قبل أسبوع أو أكثر من بداية ظهور الأعراض عليهم، أما الأشخاص المصابون بالتهاب كبد فيروسي ج المزمن فيمكنهم نقل العدوى للآخرين في أي وقت، وبشكل عام يجب اعتبار جميع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم أنّهم مُعدون.
من الجدير بالذكر أنَّه لا يوجد لقاح فعَّال لالتهاب الكبد الفيروسي ج، ولذلك تتمحور الوقاية من الفيروس في المقام الأول حول تقليل خطر التعرض للفيروس في أماكن الرعاية الصحية والتجمعات السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، ونظرًا لأنَّه ينتقل فقط عبر الدم الملوث بالفيروس، فإنّ الطريقة الأولى للحد من انتقال الفيروس هي عدم مشاركة الإبر مع الآخرين وتجنب أي اتصال مع دم الأشخاص الآخرين كذلك،وفيما يأتي يمكن ذكر طرق الوقاية الأولية:
من الجدير بالذكر أنَّ الهدف من الوقاية الثانوية هو الحد من تدهور حالة المصاب بفيروس ج وليس وقايته من المرض، وفيما يأتي توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي ج: