هندسة الطرق: هي العلم الهندسيّ الذي يهتم بدراسة وتحديد أفضل الوسائل المستخدمة في إنشاء وتجهيز الطرق بكافة أنواعها، وتعرف أيضاً بأنّها فرع من فروع علم الهندسة المدنيّة.
تُعتبر هندسة الطرق من أهم فروع الهندسة، والتي تحث دول العالم على الاستفادة من الخبرات الهندسيّة عند المهندسين المتخصصين في الأعمال الهندسيّة الإنشائيّة، والمتعلقة بهندسة الطرق والجسور والأنفاق، وغيرها من المعالم الحيويّة، كما أنها تحافظ على جودتها وصيانتها بشكل مستمر، لتجنب وقوع الحوادث والمشاكل المختلفة؛ بسبب قِدَمِ الطرق، وتعرّضها للعوامل الجوية المختلفة، والأرضيّة المختلفة.
إنّ هندسة الطرق تعتبر من العلوم الهندسيّة القديمة؛ إذ أنّ بدايات ظهورها يعود لعصر الحُكم الرومانيّ، اهتم الرومان بعمليّات الإنشاء الهندسية للطرق التي تربط بين مدنهم، لكي يسهّلوا على الأحصنة والعربات التنقل عن طريق جعل الطرق ميسرة أكثر، وظلت الطرق الترابيّة تُستعمل لوقت طويل، حتى تم تبديلها بالطرق الحجريّة، والتي كانت أكثر فائدة من الطرق الترابيّة، ولكنها لم تجمع كافة المميزات المناسبة للنقل، وخاصة لسهولة الانزلاق أثناء السير عليها.
يعود ظهور الطرق الإسفلتيّة المستحدثة إلى الفترة الزمنية الممتدة بين نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، مع بداية ظهور الثورة الصناعيّة في أوروبا أصبحت الاهتمامات الهندسيّة في هندسة الطرق أكثر توسّع، وهذا ما أدّى إلى استعمال الحصى، والإسفلت لتنفيذ الطرق، وذلك لأنها أقل عُرضة للانزلاقات، تحديداً أثناء فصل الشتاء، ممّا ساعد في جعل السير عليها يمتاز بالأمان.
وفي عام 1930م تم إنجاز أول بحث متعلق بدراسة وتحليل هندسة الطرق في المملكة المتحدة، وكان يهدف بشكل مباشر ورئيسي إلى تكوين الربط بين المدن البريطانيّة بالاتكال على الطرق الممتدة بينها، وهكذا انتشرت هذه الأفكار الهندسيّة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم انتشرت في كافة أنحاء العالم.
إنّ التخطيط لهندسة الطرق يعتمد على دراسة مجموعة من الخواص المهمة وهي:
هو الذي يختص بوضع المخططات المتعلقة بالمصاريف الماليّة، التي سيتم اعتمادها من أجل تنفيذ أو صيانة الطرق، ويعتمد هذا الأمرعلى التعاون بين المحلل الماليّ والاقتصادي والمهندس على طرح الأساسات العامة لانشاء المشروع بناءً على المبلغ الماليّ المقرر لذلك، وهكذا يتم تنفيذ أو صيانة الطريق بطريقة مناسبة، مع المحافظة على استخدام الموارد الماليّة بالشكل الصحيح.
هوالإلمام بدراسة مدى التأثير البيئيّ المتعلق بإنشاء الطريق في منطقة ما، فمثلاً: عندما نقوم بوضع المخططات الهندسية للطرق، يجب على المهندس تجنّب إنشاء الطرق في الأراضي الزراعية، أو التي تحتوي على موارد طبيعيّة كالمياه الموجودة في باطن الأرض (الجوفية)؛ لأنّ إنشاء الطرق في أماكن كهذه يؤدي إلى التسبب بضرر كبير في الغطاء الزراعي والبيئي .
هي التي تقوم بقياس ودراسة كيفية توفير درجات الأمان المناسبة التي يجب أن تتواجد في الطريق، فمن الضروري أن يكون طريقاً مستوياً، خالي من أي عوائق تمنع حركة السير عليه، كما يجب على مهندس الطرق التأكّد من أنّ المنطقة الجغرافيّة التي ينفذ فيها الطريق تتناسب مع العوامل الإنشائيّة، والمخططات الهندسيّة، كي يتم الوصول إلى النتائج المتوقعة والمطلوبة بشكل صحيح.
العربية
