تُعرّف تربية النحل بأنّها علم يختصّ برعاية النحل والاستفادة من عسله، كما تُعنى تربية النحل بإدارة خلايا نحل العسل، حيث يتمّ الاحتفاظ بالنحل لاستخراج عسله، وتتمّ خدمة النحل عن طريق الاهتمام بمُلقّحاته؛ كالأزهار، والفاكهة، والخضراوات، وغيرها، وتنتشر تربية النحل على مدى واسع في كلّ مكان، فهي منتشرة في المدن، والقرى الكبيرة، والمراعي، والمزارع، والغابات، والصحاري.
تُظهر لوحات الصخور الميسوليثية القديمة أنّ المصريين ربّوا النحل في خلايا صناعية،فقد عُرفت تربية النحل منذ القدم، وبحلول القرن السابع عشر تعلّم الناس كيفية السيطرة على النحل، واستخدموا حاجزاً لحمايتهم من لسعاته، وما بين القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر تمّ الوصول إلى الاكتشافات الأساسية التي بُنيت عليها تربية النحل بالطريقة الحديثة، ومن هذه الاكتشافات؛ معرفة أسرار ملكة النحل، وتقنية تزاوج النحل، وخلايا النحل المنقولة، وبعد هذه الاكتشافات تمكّن الناس من عمل مزارع للنحل بدلاً من الاعتماد على المزارع الطبيعية.
للتعرف أكثر على تربية النحل وإنتاج العسل يمكنك قراءة المقال كيفية تربية النحل وإنتاج العسل
يجب قبل البدء بعملية تربية النحل الاستعداد جيداً لهذه العملية، ويكون ذلك من خلال دراسة كلّ ما يتعلّق بالنحل، ورعايته، وعمل خلية النحل، وطرق زيادة إنتاجية النحل للعسل، إذ يُمكن للشخص الذي يود تربية النحل قراءة العديد من الكتب التي تتحدّث عن النحل وتربيته، فذلك من شأنه أن يجعل الشخص على دراية وعلم بكلّ ما يخص النحل.
يتمّ اختيار نظام الخلية المناسب لتربية النحل بعد عمل دراسة جيدة عنه، حيث يوجد نوعان من الخلايا المستخدمة في تربية النحل، وتُسمّى الخلية الأكثر استخداماً بخلية لانجستروث (بالإنجليزية: Langstroth hive)، والتي تتكوّن من صناديق مصفوفة فوق بعضها البعض، وتتميّز باحتوائها على هياكل مخصّصة ليُخزّن النحل العسل بداخلها، حيث يتمّ سحب هذه الهياكل إلى الخارج كما تُسحب الأدراج، وذلك للحصول على العسل، أو الوصول إلى النحل، أو لعمل صيانة للخلية،أمّا النوع الثاني من خلايا النحل فهو خلية القضيب العلوي (بالإنجليزية: Top-bar hive) والتي يتمّ فيها ترتيب إطارات النحل أفقياً وليس رأسياً، حيث يتمّ سحب كلّ قضيب يحتوي على العسل من أعلى الخلية، ويجب أن يتألّف نظام خلية النحل من 8 أو 10 إطارات، بحيث تتناسب مع صناديق الخلية من الداخل، بحيث يكون لها أبعاد مختلفة لاستيعاب مساحة للملكة للاستلقاء، وللعمّال أيضاً لصنع العسل. كما يجب التأكّد من توافر حبوب لقاح كافية لنحل العسل عند الاستعداد لإدخاله إلى الخلية.[٥]
يُفضّل مراعاة بعض المعايير لتحديد مكان خلية النحل، ومن هذه المعايير ما يأتي:
يُمكن اتباع ثلاث طرق رئيسية للحصول على النحل وتربيته؛ الأولى هي اصطياد سرب بري من النحل ترك خليته، وقد يتخوّف البعض خاصة المبتدئين من القيام بذلك، إلّا أنّ تربية النحل البري تُعدّ سهلةً لسهولة انقياد النحل الذي لا يملك مأوى، أمّا الطريقة الثانية فهي شراء خلية جاهزة من نحّال آخر، لكن يجب التأكّد من خلوّها من الأمراض وفحصها من قِبل جهة مختصة بذلك، وتتمثّل الطريقة الأخيرة والأكثر موثوقية بطلب خلية مُخصّصة لأغراض التربية عن طريق الحصول على صندوق يزن 10 أرطال يحوي في داخله 10,000 من نحل الشغالات وملكة واحدة جاهزة للتزاوج، إذ يُفضّل أن تضم خلية النحل كلّاً من العمّالذكورالنحل بالإضافة إلى الملكة، فإذا كانت المستعمرة تضم النحل العامل فقط أو ذكور النحل فقط، فإنّ هذا الأمر يتطلّب بضعة أسابيع من أجل أن تنشأ أنثى من النحل العمّال.
يجب توافر بعض المعدات لتربية النحل، ومنها ما يأتي
تزداد إنتاجية ملكة النحل من خلال اتباع الخطة الآتية: