كيفية تشخيص الإصابة بمرض التصلب المتعدد؟

الكاتب: وسام ونوس -
كيفية تشخيص الإصابة بمرض التصلب المتعدد؟

 

 

كيفية تشخيص الإصابة بمرض التصلب المتعدد؟
 

التصلُّب المتعدد (Multiple Sclerosis Disease): هو حالة تتميز بوجود مناطق التلف (الآفات) في الدماغ والحبل الشوكي. ترتبط هذه الآفات بتدمير الغطاء الذي يحمي الأعصاب ويعزّز الانتقال الفعال للنبضات العصبية (Myelin Sheath) وتلف الخلايا العصبية.


يعتبر التصلب المتعدد من اضطرابات المناعة الذاتية. تحدث اضطرابات المناعة الذاتية عندما يعطل الجهاز المناعي ويهاجم أنسجة وأعضاء الجسم نفسها، في هذه الحالة يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجهاز العصبي. عادةً ما يبدأ التصلب المتعدد في مرحلة البلوغ المبكرة، بين سن 20 و 40 عامًا.


تختلف الأعراض على نطاق واسع، وقد يعاني الأفراد المصابون بالتصلب المتعدد من تأثير واحد أو أكثر من آثار تلف الجهاز العصبي. غالبًا ما يسبب التصلب المتعدد اضطرابات حسية في الأطراف، بما في ذلك الشعور بالوخز أو الوخز (تنمل)، خدر، ألم وحكة. يعاني بعض الأشخاص من علامة تسمّى (Lhermitte)، وهي إحساس يشبه الصدمة الكهربائية يمتد إلى أسفل الظهر وإلى الأطراف، يحدث هذا الإحساس عادة عندما يكون الرأس منحنيًا للأمام.


مشاكل التحكم في العضلات شائعة لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. قد يعاني الأفراد المصابون بهزات أو تيبّس عضلي (تشنج) أو ردود فعل مبالغ فيها وضعف أو شلل جزئي في عضلات الأطراف وصعوبة في المشي أو ضعف السيطرة على المثانة.


يرتبط التصلب المتعدد أيضًا بمشاكل الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو ضعفها أو فقدان الرؤية الجزئي أو الكامل. هناك عدة أشكال من التصلب المتعدد:
 

  • التصلب المتعدد الانتكاسي.
     
  • التصلُّب المتعدد الثانوي التقدمي.
     
  • التصلُّب المتعدد التقدمي الأولي.
     
  • التصلُّب المتعدد الانتكاسي.
     

الأكثر شيوعًا هو الشكل المتكرر الانتكاسي، والذي يصيب حوالي 80 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الحالة لديهم فترات يتعرضون خلالها لأعراض، تسمى الهجمات السريرية وتليها فترات دون أي أعراض تسمّى فترة السكون. مسببات الهجمات والسكون السريرية غير معروفة.


بعد حوالي 10 سنوات، يتطور مرض التصلب العصبي المتعدد المنتقل عادة إلى شكل آخر من الاضطراب يسمى مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي الثانوي. في هذا الشكل لا توجد مرحلة السكون، وتتفاقم أعراض الحالة باستمرار.


التصلب المتعدد التقدمي الأساسي هو الشكل التالي الأكثر شيوعًا، ويؤثر على ما يقرب من 10 إلى 20 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. يتميز هذا النموذج بأعراض مستمرة تزداد سوءًا بمرور الوقت، مع عدم وجود هجمات سريرية أو مرحلة سكون. يبدأ التصلب العصبي المتعدد التقدمي الأساسي عادةً في وقت متأخر عن الأشكال الأخرى، حوالي سن 40.


التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر هو شكل نادر من التصلب المتعدد الذي يظهر في البداية مثل التصلب المتعدد التقدمي الأولي، مع أعراض مستمرة. ومع ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر يعانون أيضًا من النوبات السريرية لأعراض أكثر حدّة.
 

تشخيص الإصابة بمرض التصلب المتعدد؟
 

سيحتاج الطبيب إلى إجراء فحص عصبي وطلب تاريخ سريري وطلب سلسلة من الاختبارات الأخرى لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالتصلب المتعدد. قد يشمل الاختبار التشخيصي ما يلي:
 

 
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يسمح استخدام صبغة التباين مع التصوير بالرنين المغناطيسي للطبيب باكتشاف الآفات النشطة وغير النشطة في جميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي.
     
  • التصوير المقطعي التماسك البصري (OCT): اختبار (OCT) هو اختبار يلتقط صورة للطبقات العصبية في الجزء الخلفي من العين ويمكنه تقييم ترقق العصب البصري.
     
  • تحاليل الدم: يطلب الأطباء اختبارات الدم للمساعدة في معرفة إذا كانت الحالة واحدة من الحالات الأخرى ذات الأعراض المماثلة.
     
  • اختبار الإمكانات البصرية المحرضة (Visual evoked potentials): يتطلب هذا الاختبار تحفيز المسارات العصبية لتحليل النشاط الكهربائي في الدماغ. في الماضي، تم استخدام الاختبارات السمعية لجذع الدماغ والاختبارات المحتملة التي تثيرها الحواس لتشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد.
     

يتطلب تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد دليلاً على حدوث إزالة الميالين في أوقات مختلفة في أكثر من منطقة من الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب البصرية. يتطلب التشخيص أيضًا استبعاد الحالات الأخرى التي لها أعراض مشابهة. مرض لايم (Lyme disease) والذئبة ومتلازمة سجوجرن ليست سوى أمثلة قليلة.
 

تحديد نوع التصلُّب المتعدد:
 

بمجرد إجراء تشخيص لمرض التصلب المتعدد، قد يتمكن أخصائي الأعصاب من تحديد نوع التصلب المتعدد الذي يعاني منه الشخص المصاب. سيعتمد هذا إلى حد كبير على ما يلي:
 

  • نمط الأعراض مثل ما إذا كان المريض يعاني من فترات تتفاقم فيها الأعراض (الانتكاسات) ثم تتحسن (السكون) أو ما إذا كانت تزداد سوءًا (التقدم).
     
  • نتائج فحص التصوير بالرنين المغناطيسي مثل ما إذا كان هناك دليل على أن الآفات في الجهاز العصبي قد تطورت في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة في الجسم.
     

مرض التصلب المتعدد الذي غالبًا ما يتضح مع مرور الوقت فقط لأن أعراض التصلب المتعدد متنوعة جدًا ولا يمكن التنبؤ بها وقد يستغرق الأمر بضع سنوات لإجراء تشخيص دقيق لمرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي لأن الحالة عادة ما تسوء ببطء.

شارك المقالة:
34 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook