الإيدز هو اختصار لاسم متلازمة العوز المناعي المكتسب acquired immunodeficiency syndrome، وهو مرض يصيب الجهاز المناعي في الجسم، يسببه فيروس نقص المناعة البشري HIV، وهو فيروس بطيء من عائلة الفيروسات القهقرية يقوم بمهاجمة وتدمير الجهاز المناعي ببطء، فيقوم الجسم بعملية الدفاع ضد العدوى تاركًا الشخص المصاب عرضةً لمجموعة متنوعة من الالتهابات الأخرى وبعض الأورام الخبيثة التي تسبب الموت في نهاية المطاف، وإنّ مرض نقص المناعة المكتسبة هو المرحلة الأخيرة من مراحل عدوى فيروس الإيدز، والتي تحدث خلالها حالات العدوى القاتلة والسرطانات، ولا يوجد علاج لمرض نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز، ولكن هناك أدوية يمكن أن تبطئ بشكل كبير من تطوّر المرض.
إن مرض نقص المناعة المكتسبة سببه الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشريHIV، حيث يقوم هذا الفيروس بتدمير خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا مهمًا في مواجهة المرض، وكلما قلّ عدد كريات الدم البيضاء يصبح الجسم أضعف وأكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المختلفة، يمكن للجسم أن يصاب بعدوى فيروس نقص المناعة البشري لسنوات قبل أن تتحول إلى مرض الإيدز، ويصبح الشخص مصابًا بفيروس نقص المناعة البشري عندما يدخل الدم المصاب أو السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية الملوثة بالفيروس إلى جسم الإنسان، ويمكن أن يحدث هذا بعدة طرق:
إن أعراض مرض نقص المناعة المكتسبة تظهر بشكلٍ أكبر بسبب الإصابات الجرثومية أو الفيروسية أو الفطرية أو الطفيلية الأخري التي يمكن أن تهاجم الجسم خلال الإصابة بفيروس الإيدز، وتتقدّم وتتطور هذه الحالات عند الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشري أكثر من الأفراد الذين لديهم أجهزة مناعة سليمة، وذلك لأنّه من عمل نظام الجهاز المناعي السليم أن يحمي الجسم من الآثار الأكثر تطوراً للعدوى، ويعطل فيروس الإيدز هذه العملية، وهناك ثلاثة مراحل لظهور أعراض الإيدز وهي:
يتم تشخيص مرض نقص المناعة المكتسبة من خلال فحص عينة من دم أو لعاب الشخص المصاب للتحرّي عن الأجسام المضادة لفيروس الإيدز HIV، ولكن لسوء الحظ أنّ الجسم يأخذ فترة طويلة لتشكيل الأجسام المضادة مايقارب 12 أسبوعًا، ولكن هناك اختبار أسرع وهو التحرّي عن مستضدات فيروس الإيدز، وهي بروتينات ينتجها الفيروس بعد الإصابة مباشرةً، ويمكن البحث عنها في دم المصاب بعد الإصابة فورًا مما يسمح لاتخاذ التدابير اللازمة بشكلٍ أسرع لمنع انتقال المرض لأشخاص آخرين، ويوجد أيضًا عدة اختبارات وفحوص يمكن القيام بها للتأكّد من الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة ولمعرفة المرحلة التي وصل إليها المرض في جسم الشخص المصاب، وهذه الاختبارات هي:
لا يوجد علاج شافي لمرض نقص المناعة المكتسبة، ولكن هناك العديد من الأدوية المتوفرة للتحكّم بالفيروس المسبب، بعضها يسمى الأدوية المضادة للفيروسات antiretroviral، وكل صنف من الأدوية يحجب عمل الفيروس بطريقة مختلفة عن الآخر، وإن العلاج المضاد للفيروسات يوصى به لكل المصابين للإيدز بغض النظر عن عدد خلايا الدم البيضاء CD4 T لديهم، وفي بعض الأحيان يجب مشاركة أكثر من صنف من أصناف هذه الأدوية معًا خاصّة إذا كان المريض يعاني من أعراض الإيدز الشديدة، كما تتضمن خطة العلاج من مرض نقص المناعة المكتسبة علاج الأعراض التي تظهر على المصاب فيعطى مثلًا الأدوية المناسبة لخفض الحرارة ولعلاج القلاع الذي يرافق الإصابة بالإيدز.