قد يكون مرض التهاب الجيوب الأنفية إما حادًا أو مزمنًا – وهذا أمرًا بسيطًا إلى حد ما. أما المفاجأة فتمكن في أن مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، في الحقيقة، عبارة عن مجموعة من الأمراض المختلفة، التي قد تصل إلى خمسة أو عشرة أمراض أو ربما خمسة وعشرين مرضًا. وعلى الرغم من أن هذا يزيد الأمور تعقيدًا، فإنها الحقيقة.
على الرغم من أنه لا يزال أمام الطب الحديث باع طويل قبل أن يستوعب مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن كما يستوعب مرض التهاب الجيوب الأنفية الحاد، فإن الأمر يزداد وضوحًا بأن مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن عبارة عن مجموعة متنوعة من الأمراض. وهذه الحقيقة تفسر سبب اختلاف استجابة منرضى التهاب الجيوب الأنفية المزمن للعلاج. فالدواء الذي ينجح في علاج حالة أحد المرضى قد يكون تأثيره محدودًا، أو ربما لا يكون له تأثير على الإطلاق، في علاج آخر. أيضًا، العملية الجراحية نفسها التي تنجح في تحقيق الشفاء الكامل والمستمر بالنسبة لأحد المرضى، قد يحتاج مريض آخر إلى إجرائها مرة أخرة بعد مرور سنوات قليلة. ويمكن من خلال معرفة الفئة التي تنتمي إليها في تصنيف أنواع مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن أن تتععرف على التصنيف والتشخيص الصحيح لحالتك. وبمجرد فعل ذلك، يمكن تحديد العلاج الملائم لحالتك.
الأمراض الموضعية والأمراض الشاملة والأمراض المختلطة
ببساطة، ينقسم تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية إلى ثلاث فئات عامة. تخص إحدى نهايتي طيف تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية الأشخاص الذين يعانون من التهاب في الجيوب الأنفية ناتج عن عيوب جسدية (عيوب خلقية) داخل تجويف الأنف أو الجيوب الأنفية. فأشخاص هذه المجموعة يعانون من مشكلة ما في موضع محدد، لذلك يمكن أن يطلق عليهم حالات الأمراض الموضعية.
طيف تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية – يمكن إيجاد كل شخص يعاني من مرض التهاب الجيوب الأنفية في موضع ما بطول طيف تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية، استنادًا إلى سبب العدوى وشدة المرض. وينقسم طيف تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية إلى ثلاث فئات رئيسية: حالات الأمراض الموضعية وحالات الأمراض المختلطة وحالات الأمراض الشاملة وتختلف طرق استجابة كل فئة إلى أدوية علاج التهاب الجيوب الأنفية المتنوعة.
تختص النهاية الأخرى من طيف تصنيف أمراض التهاب الجيوب الأنفية بالأشخاص الذين يعانون من التهاب جيوب أنفية عام يمتد أثره إلى أماكن أخرى من الجسم، فلا يقتصر الأمر فقط على الأنف والجيوب الأنفية، مسببًا اضطراب عام. لذلك نطلق عليها حالات الأمراض الشاملة.
تقع بين هاتين الحالتين فئة يصعب تحديد مشكلتها. فقد تشتمل على مشكلتي العيوب الجسدية في التجويف الأنفي واضطرابات في الوظائف تؤثر على الجسم كله، أو ربما لا تحدي أي من هاتين المشكلتين. وغالبًا، لا يمكن تتبع مصدر المشكلة بسهولة. ونظريًا، يقع أشخاص هذه الفئة في وسط تصنيف أمراض الجيوب الأنفية، بين حالتي الأماكن المحددة بالجسم وأمراض الجسم كله. لذا، نطلق على هذه الفئة حالات الأمراض المختلطة.
العربية
