لا شيء يُضاهي متعة مراقبة حركات طفلك التي يفاجئكِ بها كل يوم؛ فالطّفل الرضيع يتعلّم ويتطوّر بسرعة، ومراقبة نموّه لا تعني قياس طوله ووزنه فقط، بل تعني أيضاً مراقبة مهاراته الحركية التي تتغير من يوم لآخر باعتماده على عضلاته. تنقسم المهارات الحركيّة إلى قسمين: القسم الأول هو المهارات الحركية الكبرى، وهي الحركات الكبيرة أو الرئيسيّة التي يقوم بها الطفل بواسطة قدميه أو ذراعيه أو جسده بالكامل، ومن أمثلتها الجلوس والوقوف والمشي والزحف، والقسم الثاني هو المهارات الحركيّة الدقيقة؛ وهي الحركات الصغيرة التي تظهر من خلال تحريك الطفل لأصابع يديه أو قدميه، وتُمكّنه من لمس الأشياء أو الإشارة للعبة يريد الوصول إليها، أو تحريك شفاهه ولسانه عندما يأكل أو يُصدر الأصوات.
عندما يكون طفلك حديث الولادة، لا يكون دماغه ناضجًا بما فيه الكفاية للتحكّم في حركاته، ولكن بعد ذلك تبدأ رحلة التطور لديه؛ حيث يبدأ الطفل بالتقدّم في النمو والحركة من الرأس أولاً ومن ثم بقية أعضاء الجسد، لذلك من السهل أن يُسيطر المولود الجديد على حركة شفتيه ولسانه ووجهه قبل أن يتمكّن من السيطرة على يديه وقدميه، وفي المراحل اللاحقة يتعلّم الطفل السيطرة على عنقه قبل كتفيه، وعلى كتفيه قبل ظهره، كما يَستطيع التحكّم في حركة ذراعيه قبل حركة كفّيه، وعلى حركة كفّيه قبل أصابعه، وهكذا؛ فبشكل عام فإنّ المهارات الحركيّة الكبرى تنمو وتتطوّر قبل المهارات الحركية الدقيقة.
رغم أنّ مهارات طفلكِ الحركية غالباً تتطوّر بشكلٍ طبيعي دون أي تدخّلٍ خارجي، إلا أنّ هناك مسؤوليّةٌ تقع على عاتقكِ أيضاً، فأنتِ تستطيعين المُشاركة في هذا التطوّر الرائع والمساهمة في تحقيق المزيد من التقدّم. سنُقدّم لكِ بعض النصائح والأفكار التي يمكن أن تساعدك على تطوير المهارات الحركية عند طفلك الرضيع، اتّبعيها ولاحظي الفرق في وقتٍ قياسي!