تُعَدّ العقيقة من المندوبات التي ندبها الشارع على الوالد للمولود بعد ولادته؛ وتكون بذبح شاة أو شاتَين باختلاف جنس المولود، وفي هذا المقال توضيح لكيفيّة توزيعها، وما إذا كان يجب على الوالد أن يتصدّق بجميعها، أو ببعضها، أو أن يتصدّق بها مطبوخة، أو نيّئة.
اتّفق العلماء على أنّ كيفيّة توزيع لحم العقيقة لا تختلف عن كيفيّة توزيع لحم الأُضحية؛ إذ إنّهما يتمثّلان بإراقة دمٍ واحدٍ يُحكم عليه بالاستحباب، وكما أنّ العقيقة لا تختلف عن الأُضحية في الصفة والشروط، فهي لا تختلف عنها أيضاً في كيفيّة توزيع اللحم، إلّا أنّ العلماء اختلفوا في تحديد الوجوه والمصارف التي يُؤدّى إليها اللحم، وذهبوا في خِلافهم إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها آتياً:
بيّن العلماء أنّ العقيقة أفضل من التصدُّق بثمنها وإن كانت قيمة الصدقة أكثر من العقيقة ذاتها؛ إذ إنّ المقصود من العقيقة يتمثّل بالذبح، ولم يُفضّل أحدٌ من العلماء التصدُّق بالقيمة على أداء العقيقة؛ إذ إنّها السنّة النبويّة المُتَّبعة التي قُرِنت بالصلاة في قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،كما بيّن ذلك الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: "والأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمن ذلك